كما ذكرنا في الجزء الأول من المقال والذي نشر في العدد السابق من هذه المجلة فإن السبب الرئيس لمرض هشاشة العظام هو زيادة إنتاج أو حياة الخلايا المسؤولة عن هدم العظام (osteoclasts) أو نقصان إنتاج أو حياة خلايا بناء العظام (osteoblasts).
في سبيل علاج هذا المرض فمن المنطقي استعادة التوازن الطبيعي بين نوعي الخلايا المذكورين، وذلك إما عن طريق تعطيل عمل خلايا هدم العظام وهذا ماتقوم به أغلب الأدوية المستخدمة لعلاج المرض. وأكثر هذه الأدوية استخدامًا هي مجموعة أدوية الفوسفونات الثنائية (bisphosphonates) وأحد أمثلتها حمض الزوليدرونيك (zoledronic acid). وتعتبر الفوسفونات الثنائية الخط الأول لعلاج مرض هشاشة العظام ويرجع ذلك إلى ارتفاع فعاليتها في تدعيم نسبة كثافة العظام (الزيادة قد تصل إلى 8 % في بعض العظام)، بالإضافة إلى تقليل نسبة الكسور (نسبة التقليل قد تصل إلى 70 % لبعض أنواع الكسور) لدى المرضى المصابين بالمرض، وهذا ما أثبتته العديد من الدراسات الطبية.
والسبيل الآخر للعلاج يكون عن طريق تحفيز خلايا بناء العظام، وطريقة العمل هذه حديثة نسبيًا وأحد أمثلة الأدوية التي تعمل بها هو دواء تيريباراتايد (teriparatide) وهو شبيه بهرمون الباراثايرويد الذي يفرز طبيعياً في الجسم. كما أن بعض الأدوية مثل دواء سترونشيوم (strontium) تعمل عن طريق استهداف النوعين من خلايا العظام، فتقوم هذه الأدوية بتحفيز عملية بناء العظام وتعطيل أو إبطاء عملية الهدم.
لمعالجة مرض هشاشة العظام وقبل البدء في استخدام أي دواء من الواجب إزالة أي سبب قد يزيد من خطر الإصابة بالمرض أو يفاقمه سواء كان ذلك أدويةً أو أمراضًا، وكذلك يجب أن يحرص المريض على تناول غذاءاً صحيًا ويزود الجسم بكمية كافية من الكالسيوم وفيتامين د اللازمين لصحة العظام، وقطع الكحول وتقليل تناول المشروبات المحتوية على الكافيين. كما يجب قطع التدخين حيث أثبتت الدراسات أن هذا من شأنه أن يقلل من الكسور الناتجة عن هشاشة العظام بنسبة تصل إلى 25 %. وكذلك فإن الرياضة المنتظمة مهمة من أجل المحافظة على الوزن المثالي المناسب لطول المريض وجنسه كما تساعد في تقوية العضلات وتوازن وحركة المريض كما ثبت أنها تقلل من الكسور الناتجة عن هشاشة العظام.
جميع الأدوية المستخدمة في علاج مرض هشاشة العظام وكذلك الوصايا المذكورة أعلاه قد تزيد في نسبة كثافة العظام وتقلل من نسبة الكسور لدى المرضى وإن بنسب متفاوتة بالنسبة للأدوية، ولاتمنع حدوث الكسور تمامًا، لذلك يجب على المريض أخذ الحيطة والحذر لتجنب الكسور.
ختامًا يرجى ملاحظة أن مرض هشاشة العظام يمكن منعه أو تأخيره أو تقليل وطأته عن طريق اتباع نمط حياة صحي واتباع النصائح السالفة الذكر منذ الصغر ولنتذكر أن "من جار على شبابه جارت عليه شيخوخته".
د. سيد محمود القلاف
أستاذ مشارك – برنامج الصيدلة – جامعة البحرين