الاهتمام بتغذية الأطفال ضروري جدًا لصحتهم لأنها عامل مهم في تقوية مناعتهم، فالسلوكيات الخاطئة في تغذية الأطفال تؤدي إلى إصابتهم بسوء التغذية وبالتالي تعرضهم للعديد من المشاكل الصحية والأمراض.
من الأمور الهامة في تغذية الأطفال، تغذيتهم بالرضاعة الطبيعية في غضون الساعة الأولى بعد الميلاد والاقتصار عليها طيلة الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل.
ويجدر التصرف بحكمة مع أنواع الطعام التي تجذب الأطفال وخاصة الوجبات السريعة واستبدال المشروبات الغازية بالعصائر الطازجة وتنشئة الأطفال على عادات التغذية السليمة منذ الصغر.
زيادة أو نقصان عناصر غذائية بعينها يمكن أن يترتب عليه نتائج خطيرة، ففقر الدم الناتج عن نقص الحديد يؤدي إلى نقض الهيموجلوبين وهذا بدوره يؤدي إلى تأخر في النمو (الوزن أو الطول) لذا من المهم أن يحتوي غذاء الطفل على الأغذية الغنية بالحديد واللحوم الخالية من الدهون والخضراوات الورقية والفواكه ويتم إعطاء المكملات الغذائية باستشارة طبيب الأطفال لأن الإفراط في تناول الحديد بهذه المكملات يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة.
وقد لوحظ وجود علاقة وطيدة بين التغذية السليمة المتوازنة والتحصيل العلمي، فكلما كان الغذاء متوازنًا وصحيًا حقق الأطفال أقصى معدلات الفهم والاستيعاب والتحصيل ويجب عدم إهمال وجبة الإفطار فالطفل يصوم لمدة 8 ساعات ليلًا وإهماله لهذه الوجبة يؤدي إلى عدم التركيز والتحصيل لذا فمن المهم أن يتناول الطفل طعامًا يحتوي على العناصر الغذائية الكاملة لتمده بالطاقة الذهنية والجسدية.
الفيتامينات تعتبر من العناصر الهامة للأطفال ومنها فيتامين (د) حيث يتوفر في الألبان ومشتقاتها ويصنع هذا الفيتامين في الجلد عند تعرضه للأشعة الفوق بنفسجية من الشمس خاصة في الصباح الباكر ويساعد هذا الفيتامين على امتصاص الكالسيوم والفسفور من الأمعاء وهذه يحتاجها الطفل في تكوين العظام، كما يعمل فيتامين (د) على تنظيم وتقوية المناعة ويحافظ على تقوية الأسنان.
من الأمور الهامة لصحة الطفل مزاولة الرياضة والنشاط البدني من عمر خمس سنوات لمدة لا تقل عن ساعة في اليوم وإشراكهم في الأعمال والأنشطة المنزلية لتجنبهم الخمول والسمنة وأمراضها كالسكري وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول.
وفي ظل جائحة كورونا يجب على الأسرة تطوير قدرات الأطفال بالأنشطة الرياضية والترفيهية ومشاركتهم هذه الأنشطة. وعلى العائلات الاستمتاع مع الأطفال بالحديث إليهم وقضاء أكثر الأوقات معهم والاهتمام بنظافتهم الشخصية وغسل اليدين مرارًا وغيرها من التدابير الصحية التي أوصت بها وزارة الصحة.
ومما يعزز صحة الطفل اللقاحات التي تؤدي إلى تقوية الجهاز المناعي وبالتالي يتم تحفيزه لإنتاج أجسام مضادة لمحاربة الميكروبات الدخيلة بحيث يكون الجسم مستعدًا إذا تعرض لنفس الميكروب، فتقوم الأجسام المضادة بالتصدي له. لذا يجب تطعيم الأطفال في المواعيد المقررة من وزارة الصحة لضمان سلامتهم من الأمراض وتحصينهم من أي إصابة مرضية قد تصيب الطفل بعاهة مستديمة كالشلل والصمم أو العدوى مثل الحصبة والتهاب الكبد الوبائي إذا لم يكن الجسم مستعدًا لمقاومة الفيروس أيا كان نوعه.
د. عسجد علي
اخصائية طب الأطفال
مركز الجنان الطبي