كورونا تدرب أطفال التوحد! ... زينب جاسم

كائن اسمه من 6 أحرف أصبح شغل العالم الشاغل وأحدث ويحدث تغييرات مستمرة في الحياة اليومية على الصعيد الاقتصادي، واستطال على كل شيء تقريبًا.

التغييرات التي تحدثها كوروناCOVID – 19  طالت أطفال اضطراب طيف التوحد المعتادين على نشاط يومي "روتين" يحرص من حولهم على تثبيته لأنه يساعد في استقرار حالاتهم.

إيقاف التدريب في معظم المراكز على مستوى العالم كإجراء احترازي لمواجهة فيروس كورونا قد يغير الكثير من سلوكياتهم، وقد يؤدي لنسيان أو تراجع في بعض المهارات، فتدريبهم يعتمد على التكرار.

أولياء أمور أطفال التوحد يستطيعون تحويل ذلك إلى فرصة جميلة جدًا واستثمارها في تدريب أطفالهم على المهارات اليومية "مهارات العلاج الوظيفي" كغسل اليدين بالماء والصابون بالصور أو بالأوامر اللفظية للتوحديين الناطقين أو غير ذلك من الوسائل، واستخدام المعقم بالشكل الصحيح. قد يبدي بعض التوحديين حساسية من الملامسة أو رفض الغسل بالماء، وهذا يدفع للبحث عن أساليب أخرى وتشجيعهم على عادات النظافة الشخصية في غسل اليدين مع العد لرقم 40 وهو الوقت اللازم للقضاء على الفيروس دون إغفال دور المعززات في التدريب.

الوقت الذي يمكن قضاؤه مع الطفل في المنزل يتيح للوالدين تدريبه على مهارات أخرى كالكتابة وما قبلها من مهارات، كمسك القلم ومحاولة رسم الأشكال أو كتابة الأحرف.

ألعاب الذكاء لمطابقة الأشكال والتركيز على المساحة والحيز مفيدة لأنها تطور العديد من المهارات في آن واحد وأهمها التركيز والتآزر البصري والتصنيف والقدرة على التمييز.

لإخوة المتوحد دور كبير في إكسابه المهارات والسمات الإيجابية بالاختلاط معًا لأطول فترة ممكنة معًا. فدور الأخوة كبير في تطوير مهارات أخيهم المتوحد بغض النظر كانوا أكبر أو أصغر منه لأن بعض المهارات قد تكتسب من المنزل بشكل أكبر بالمقارنة مع ما يمكن اكتسابه في المركز.

هذه فرصة ذهبية للإحتواء، فالانشغالات الكثيرة تؤثر على التقارب الأسري، فرب ضارة نافعة. ويمكن تعميم هذ التجربة وتطويرها لمرحلة مابعد الكورونا.

اغمروا أطفالكم بالحب كي يتقبلوا التدريب

 

 

زينب أحمد جاسم

أم لطفل توحدي