الشخير في "معجم المعاني الجامع" هو صوت النائم إذا غط لضيق نفسه، وهو يعتبر صوت أجش خشن يحدث عند تدفق الهواء أمام الأنسجة المتراخية في الحلق، وهذا بدوره يؤدي إلى اهتزاز تلك الأنسجة، وقد يحدث الشخير لكثير من الناس وخاصة بعد يوم مرهق ومتعب جسديًا.
قد يتطور الشخير إلى متلازمة الاختناق الليلي مع تكرار انقطاع النفس لعدة ثواني أثناء النوم طوال ساعات الليل وهنا تكمن الخطورة الصحية نتيجة نقص مستوى الأوكسجين في الدم الذي بدوره يحفز الخلايا العصبية لإيقاظ الطفل بهدف أخذ نفس عميق، وهكذا دواليك.
وجب على الأهالي ملاحظة تلك الظاهرة حال حدوثها لأطفالهم، ومن علاماتها، بجانب صوت الشخير وفتح الفم للتنفس، قد يعاني الشخص من الصداع في الصباح وقلة التركيز وتشتت الانتباه، والنوم في النهار مما يؤدي لانتكاسة في تحصيله العلمي، وقد يحدث التبول الليلي اللا إرادي في الأطفال.
بحكم عملنا كأطباء في تخصص الأنف والأذن والحنجرة نرى العديد من الأطفال وعوائلهم يشكون من هذه المشكلة وقد لا يدركون مدى خطورتها الصحية على المدى البعيد، لذا وجب التنبيه.
مع الاستماع للسيرة المرضية وإجراء الكشف الإكلينيكي على الطفل لمجرى النفس ويشمل الأنف والفم والفك واللوز ولحمية الأنف والحنجرة والرقبة، وقد يتم إجراء أشعة في بعض الحالات، لأن السبب الرئيسي الشائع والمعروف طبيًا أن تضخم اللوز ولحمية الأنف الطفولية هما السبب، ولكن من الضروري معرفة ما إذا كان سبب إضطراب النوم هو إنسداد مجرى النفس أم مشكلة في مراكز النوم في الدماغ، أو نتيجة تناول بعض الأدوية.
في الأطفال وعند التأكد من تشخيص متلازمة الإختناق الليلي فإن العلاج الأمثل هو استئصال اللوزتين ولحمية الأنف الطفولية تحت التخدير العام وتستغرق مابين 10 - 15 دقيقة حيث يخرج الطفل إلى البيت بعد 6 - 8 ساعات مع المسكنات و/أو المضادات الحيوية.
د. نبيل تمام
استشاري وجراح أنف وأذن وحنجرة