د. الصفار للمصابين بالصرع: اصبروا على العلاج

"اصبروا على العلاج ولا تقصدوا غير المختصين، فالصرع مرض وليس مس من الجن أو غيره من الأمور التي تتناقلها الألسن" هذه الدعوة وجهها د. سيد محمد الصفار استشاري المخ والأعصاب في مركز ابن حيان الطبي لمرضى الصرع وذويهم. مؤكدًا أن علاج المرض يتطلب صبرًا والتزامًا بالدواء وانتهاج نمط صحي للوصول لحياة صحية خالية أو قليلة النوبات الصرعية في الحد الأدنى.

وقال: "هناك صرع كاذب لذلك يستخدم طبيب الأعصاب اختبارات متنوعة ومتعددة لتشخيص الحالة بدقة ووضع البرنامج العلاجي المناسب".

حوار "الطبي" حول المرض العصبي طرق أسئلة متعددة أجاب عنها د. الصفار في السطور التالية:

 

  1. عرف لنا الصرع؟

ببساطة هو خلل في نقل الإشارة العصبية الكهربائية في الجهاز العصبي المركزي، ويسبب ذلك أعراضًا مختلفة ومنها فقدان الوعي.

 

  1. في أي مرحلة عمرية يظهر الصرع؟

ليس هناك فئة عمرية محددة يظهر فيها المرض، ولكنه يظهر بكثرة في مراحل العمر الأولى (الطفولة) والمتقدمة عند كبار السن.

 

  1. ما هي أسبابه؟

قد تكون أسبابًا مكتسبة أو وراثية. ومنها:

  • أمراض وراثية استقلابية
  • الأورام الدماغية
  • السكتة الدماغية التي قد تسبب نوعًا من التليف وبدوره يشكل بؤرة صرعية
  • نقص الأكسجين عند الولادة الذي يسبب شللًا رباعيًا
  • إصابات الرأس

 

  1. من هي أكثر الفئات عرضة للإصابة به؟

لا يوجد هناك فروق في الإصابة بين الذكور والإناث أو بين الفئات العمرية، فهو مرض لا يميز بين النوع أو العمر.

 

  1. ما هي أعراض الصرع؟

للمرض أعراض كثيرة ونستطيع تقسيمها على النحو التالي:

أعراض ما قبل النوبة وهي تحدث بشكل مستمر ومتكرر كالتحديق أو ارتجاج اليد والرجل، انعدام الاستجابة للأصوات، السقوط، الخوف. وفي حالة الصرع الكلي التشنج العام وفقدان الوعي وعدم القدرة على التحكم في الخروج.

 

  1. متى يجب اللجوء للطبيب؟

هناك الكثير من العلامات التي يستدعي ظهورها مراجعة طبيب الأعصاب ومنها ارتفاع درجة الحرارة، أو تغير الشخصية من شخص هادئ لشخص حاد المزاج، اختلالات في نسب السكر والأملاح في الدم هذا على نحو الإجمال.

 

  1. كيف يشخص المرض؟

أول خطوات التشخيص التعرف على التاريخ الصحي للمريض والتي نأخذها من المريض وممن حوله الذين يشهدون النوبات التي يشتبهون بأنها نوبات صرع لأن إفادتهم قيمة للطبيب فالمريض قد ينسى أو قد لا يشعر بما حدث له.

هذه الخطوات تبني الأساس الأول للتعرف على المرض وطبيعته بالنسبة للطبيب الذي قد يستعين بصور أشعة أو تحاليل دم، وهناك أدوات كثيرة نستخدمها بحسب طبيعة الحالة التي بين أيدينا من تخطيط الدماغ إلى أشعة الرنين المغناطيسي، وقد نلجأ لإدخال المريض وحدة مراقبة الصرع التي تتيح لنا مراقبة نشاط الدماغ خلال فترة ايام الى اسابيع  وهي فترة كافية للتعرف على طبيعة الصرع بشكل كامل والتحقق بأن المريص ليس مصابًا بالصرع الكاذب.

 

  1. ماذا عن مضاعفات المرض؟

للمرض مضاعفات كثيرة ومتعددة ويمكن أن تحدث في أي وقت، في دورة المياه أو أثناء الأعمال المنزلية كاستبدال المصابيح وقد تسبب مضاعفات أخرى تكون خطيرة. فلو حدثت أثناء الاستحمام أو أثناء ركوب المريض سلم لاستبدال المصابيح فمن المرجح أن يسقط ويتعرض لرضوض أو كسور، وقد تحدث أثناء قيادة السيارة فيفقد السيطرة ويصطدم بما حوله من سيارات أو جمادات أو حتى مستخدمي طريق لا قدر الله.

وقد يصاب بنوبة صرع تستمر لـاكثر من 5 دقائق نطلق عليها status epilepticus  وفيها يحدث تشنج عام في الجسم، ونوبات مستمرة في الدماغ، وتسارع في دقات القلب هنا المريض يحتاج لتدخل سريع علي يد مختص طبي لإيقاف النوبة.

وللأسف قد ينتج عن نوبات الصرع الموت المفاجئ وهذه من المضاعفات قليلة الحدوث.

 

  1. ما هو دور ومسؤولية المحيطين بمريض الصرع؟

الثقافة الصحية السليمة مهمة جدًا للمريض وللمحيطين به، فقد يلحظ المحيطين بالمريض إحدى علامات الصرع المذكورة سابقًا وينصحه باستشارة الطبيب للتأكد من وضعه الصحي.

هذا قبل تشخيص الحالة، أما إذا كانت الحالة مشخصة فعليهم مساعدته في تجنب كل ما يساهم في حدوث نوبات الصرع في المقام الأول، وإذا حدثت عليهم وضعه في مكان واسع ووضعه على الجنب الأيسر والأهم من كل ذلك عدم وضع أي شيء في فم المريض حتى لا يسد مجرى التنفس.

هذه النوبات بالعادة تستمر من 2 – 3 دقائق، ولكن إذا تجاوزت ذلك عليه المبادرة بطلب الإسعاف للحصول المساعدة الطبية.

 

  1. هل يمكن علاج المرض بشكل جذري؟

في أغلب الأحيان لا، ولكن إذا ارتبط المرض بتليف في الدماغ تمت إزالته أو غيرها من المسببات التي يمكن إزالتها فيتم علاج الصرع بشكل كامل. ولكن هذه حالات محدودة وفي الغالب يبقى على المريض التعايش مع مرضه.

 

  1. عرفنا على العلاجات المتوفرة للمرض؟

العلاج يكون خليطًا بين تدابير علاجية يقدمها الطبيب ونمط حياة يتبعه المريض.

أول ما يبدأ به الطبيب مع المصاب بالصرع تثقيفه صحيًا ورسم نمط حياة يناسب حالته ويساعد بشكل كبير في إنجاح الخطط العلاجية.

بعد تحديد الحالة بشكل كامل يرسم الطبيب البرنامج العلاجي وفي الغالب يبدأ العلاج بالأدوية، وبالمناسبة هناك طيف كبير من الأدوية التي يختار منها الطبيب ما يناسب الحالة المرضية التي بين يديه ويبدأ بقياس أثر الدواء والجرعة المناسبة وهذا يتطلب صبرًا من المريض.

في المتابعة الدورية يحرص الطبيب على قياس أثر الدواء ورصد أي أثر جانبي قد يسببه عبر عدة طرق منها فحوصات الدم، ولذا قد يغير الطبيب الدواء بناء على النتائج التي بين يديه.

هذا في جانب، وفي جانب آخر تساعد بعض الأنظمة الغذائية في تقليل خطر الإصابة بنوبات التشنج وهي أنظمة يصممها أخصائي تغذية.

 

  1. هل الجراحة من بينها؟

نعم، قد تجرى للمريض جراحة محفزة للعصب، إزالة التليف في الدماغ بعد تقييم من قبل الجراح المختص للحالة التي بين يديه.

 

  1. كيف يسهم نمط الحياة في تحسين جودة حياة المريض؟

نزود مرضى الصرع بنصائح لتصحيح نمط حياتهم، وهذا ليس أمر ثانوي بل رئيسي لأنه يساعد في نجاح البرامج العلاجية التي نضعها. أولها الالتزام بأخذ الدواء في أوقاته وبالجرعات المحددة.

من المهم جدًا أخذ قسط كافٍ من النوم لمرضى الصرع، وممارسة الأنشطة البدنية المتوسطة ومن المحبذ استشارة الطبيب في نوع الرياضات التي يمارسها. وأسلفت عن دور التغذية في تحسين جودة حياة مريض الصرع.

وهناك نقطة أحب أن ألفت انتباه مرضى الصرع لها وهي إخبار الأطباء الذين يستشيرونهم لأمراض أخرى بأنهم يعانون من الصرع ويخبرونهم بالأدوية التي يأخذونها حتى يصف لهم الطبيب أدوية لا تتعارض مع أدوية الصرع.

 

  1. هل من كلمة أخيرة؟

أوجه دعوة لمرضى الصرع وذويهم بضرورة التسلح بالصبر في علاج الصرع، فقد تكون المرحلة الأولى طويلة نسبيًا وقد يتغير الدواء أو الجرعة للوصول للنوع والجرعة المناسبة.

اصبروا فالصرع مرض يمكن علاجه وليس من الصحيح اللجوء لـ "الرقية" وإيقاف الدواء، فهو ليس مس من الجن أو غيره مما يمكن أن تصوره الأذهان.