كورونا والطفح الجلدي... د.فاطمة خمدن

هل هناك علاقة بين مرض الكورونا وأمراض الجلد؟

نعم بكل تأكيد. ولكن كيف؟! هذا ما سأتناوله في الأسطر التالية.

من المعروف أن فيروس كورونا كوفيد 19  يؤثر بالدرجة الأولى على الجهاز التنفسي وأعراضه تتراوح من أعراض بسيطة متمثلة بارتفاع في درجة الحرارة، كحة وصعوبة في التنفس إلى أعراض حادة تتسبب في حدوث فشل بالجهاز التنفسي مما يستدعي لاستخدام الأجهزة المساعدة على التنفس، وكنتيجة لذلك قد يتسبب في حدوث فشل في بعض الأجهزة الحيوية الأخرى والأساسية للبقاء على الحياة كالجهاز الدوري والكلى وغيرها.

 وحيث إن الجلد هو أكبر عضو في جسم الإنسان ويعتبر بمثابة المرآة التي تعكس ما يحدث داخل الجسم من أمور حيوية، فقد تظهر أعراض على الجلد مصاحبة لمرض الكورونا.

 ويمكن تقسيمها كالآتي :

  1. أعراض ناجمة عن تغيير نمط الحياة المصاحب للوقاية من الفيروس من خلال الالتزام باستخدام الكمامات ومعقمات اليد وغسل اليدين المتكرر بالماء والصابون مما أسفر عن زيادة نسبة الحساسية وظهور مجموعة من الطفح الجلدي متمثلًا في ظهور البثور وحب الشباب والاكزيما الدهنية. وهذا ما تطرقنا له في استطلاع الحساسية واردة فاتقوها في العدد السابق.
  2. أعراض ناجمة عن الفيروس نفسه والأدوية المستخدمة لعلاجه.
  3. تأثير الفيروس على الأمراض الجلدية التي يعاني منها المريض سابقا.

 

سوف نناقش في هذا المقال الطفح الجلدي المذكور في النقطة الثانية والثالثة.

 

بالنسبة للنقطة ٢، تم ملاحظة العديد من أنواع الطفح الجلدي على المرضى المصابين بالفيروس مشابهًا للشرى (urticarial) ، انتفاخ العين والشفاة  (angioedema) ، الطفح الحبيبي المصاحب للفيروسات المختلفة (morbiliform rash) وطفح جلدي ناجم عن التهاب الأوعية الدموية (vasculopathy and purpuric eruption). كما لوحظ أن عددًا كبيرًا من المرضى أصبح يعاني من إنسداد في الغدد العرقية والتهابات فطرية نتيجة لإرتفاع الحرارة والتعرق ولزوم السرير لفترة طويلة.

 

اضافة لذلك فإنه ونتيجة للأدوية المستخدمة ظهرت ردود فعل على  جسم الإنسان تتراوح بين البسيطة مثل حساسية الدواء الثابتة (fixed drug eruption) والشديدة مثل

(Acute generalized exanthamatous pustulosis and Steven Johnson syndrome)

والتي قد تكون سببًا للوفاة.

 

أما بالنسبة  للنقطة 3 وهي تأثير الفيروس على الأشخاص الذين يعانون من أمراض جلدية مزمنة كالصدفية والاكزيما ويتلقون العلاج البيولوجي أو الأدوية المثبطة للمناعة فقد أحدث جدلًا كبيرًا حول ايقاف هذه الأدوية أو المواصلة عليها وتم الاجماع من جهة معظم المنظمات الصحية على أهمية مواصلة العلاج مع الأخذ بالإجراءات الإحترازية لتجنب زيادة الأعراض  ولما قد يكون له من الأثر السلبي على نفسية المريض.

 

ناهيك عن ذلك أن بعض الأدوية المستخدمة في علاج الفيروس كدواء علاج الملاريا     (Hydroxychloroquine)  قد ينجم عنه تدهور أو ازدياد في أعراض المرض .

 

أخيرًا وليس آخرًا فإن فيروس الكورونا قد يظهر بأعراض مختلفة وقد يكون له تأثير على جلد الإنسان من نواحي عديدة لذلك يتوجب علينا العلم بها.

 

 

د.فاطمة عبدالوهاب خمدن

طبيب مقيم رئيس أول في قسم الأمراض الجلدية والتناسلية

مجمع السلمانية الطبي