تكثر حالات تسوس أسنان الأطفال وغيرها من المشاكل التي تستدعي تدخلاً سريعًا لإزاحة الألم والضرر اللاحق بالطفل، وعادة ما يصعب التعامل مع بعض الأطفال بسبب عدم التجاوب مع الطبيب، إضافة إلى نتيجة عوامل مختلفة منها الخوف، والحالة الصحية للطفل، والنشاط المفرط، أو بسبب صغر عمر الطفل، خصوصًا من عمر سنتين إلى ثلاث سنوات، وبهذا فإن التخدير العام قد يكون الحل الأمثل لكثير من هذه الحالات.
متى نلجأ إلى التخدير العام لعلاج أسنان الأطفال؟
ننصح بالتخديرالعام كحل بديل للعلاج تحت التخديرالموضعي لحالات عدة منها: تسوس أكثر من سن تصاحبها آلام مستمرة نتيجة تضرر عصب السن، والذي قد يؤدي إلى حدوث التهابات مزمنة للطفل مما يشكل آلاماً مبرحةً آنية وضرراً مستقبلياً محتملاً على صحة وسلامة الأسنان الدائمة.
كما ننصح بالعلاج تحت التخدير العام للأطفال ذوي العمر الصغير (سنتين إلى أربع سنوات) والذي عادة ما يصعب ضمان تعاون الطفل خلال العلاج في هذا العمر، واستجابته لعلاجات عدة متكررة، نتيجة التعب من الوقت اللازم للحصول على علاج ملائم وشامل.
ويعتبر العلاج الشامل للأسنان تحت التخدير العام حلاً مثاليًا للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وذوي النشاط المفرط والحركة المستمرة؛ وللتقليل من خطر الإصابات والمضاعفات، ولأداء العلاج بشكل آمن وشمولية تامة لإعطاء أفضل النتائج.
هل العلاج تحت التخدير العام فعلًا آمن؟
العلاج تحت التخدير العام ليس الحل أو الخيار الأول لطبيب الأسنان، وإنما يلجأ إليه الطبيب لحالات استثنائية يكون فيها العلاج تحت تخدير عام أكثر أمنًا من التخدير الموضعي، وبهذا فإنه الخيار الأخير وقد يكون الأمثل لبعض الحالات الاستثنائية.
وبذلك فيجب أن يطمئن الأهل أن العلاج بالتخدير العام آمن ولا خوف منه حين يتم تشخيص الحالة الصحية للمريض بأخذ الفحوصات الشاملة قبل إجراء العملية، ومنها فحوصات الدم والنبض والضغط ويتم إجراء العملية في مستشفى مجهز بأحدث التجهيزات، وبطاقم مختص بالتخدير لمتابعة الحالة قبل وأثناء وبعد العلاج.
إن اختيار الأهل للطبيب المتمرس ذي السمعة العريقة في هذا المجال من الأسباب التي قد تزيد من راحة و اطمئنان الأهل لعلاج ابنهم على يد الطبيب تحت التخدير العام.
د. مريم آل رضي
طب وجراحة الفم والأسنان