Main Menu

مشاعِر مُتضاربة... زهراء داوود

الطفل الذي يُعاني من اضطراب طيف التوحد كأي طفل طبيعي لديهِ كم هائِل من المشاعر والأحاسيس ولكن  طريقته للتعبير عنها مُتفردة ومُميزة وقد لا يُدركها أي أحد بشكل صحيح.

ومنها المشاعر الطبيعية التي تنتاب أي إنسان، سواء كانت مشاعر الفرح أو الغضب أو الإنهيار النفسي.

وسوف أتطرق في هذه المقالة لسرد سمة أو لنقُل سلوك مُعتاد من السلوكيات التي تظهر على الأطفال المُصابين بهذا الاضطراب وهي القهقهة والبُكاء في آنٍ واحد.

ولكن قبل كل هذا، هل تساءلت لماذا يمارس الطفل المصاب باضطراب طيف التوحد هذا السُلوك؟! وما الذي دفعهُ للضحك بصوت عالٍ من غير توقف أحياناً ومن ثم البُكاء؟

من أسباب هذهِ السُلوكيات المُتضاربة:

 

  1. أن الطفل في الغالب غير ناطق ولا يمتلك القدرة على الكلام فتعتبر هذه السلوكيات طريقة للتعبير عن شعوره بالغضب أو إنزعاجهِ لأمرٍ ما.
  2. لا يمتلك القُدرة على إتمام النشاط الذي أُعطي إليه، أي لا يتناسب مع قُدراته.
  3. يشعُر بالخوف تجاه أمرٍ ما.
  4. يُعاني من ألم في جسده.
  5. للفت النظر وجذب الانتباه وطلب الاهتمام من الآخرين.
  6. شعوره بالسعادة الكبيرة حينما يحصل على ما يريدهُ أو عند رُؤيته لشخص يحبهُ كثيرًا.
  7. التغذية غير الصحية، كتناول السكاكر والمشروبات الغازية والمنبهات بأنواعها وتناول الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من المواد الحافظة والدهون المُشبعة.

 

بلا شك، إننا نحتاج إلى السيطرة على هذهِ المشاعِر التي قد تكون أسبابها مُبهمة وغامضة أحياناً بالنسبة للكثيرين وبالذات لعامة الناس الذين ربما  يفتقرون إلى التوعية التامة حول اضطرابات طيف التوحد.

 

ومن أهم استراتيجيات التدخل المُبكر للحد من هذهِ السلوكيات:

 

  1. الاحتواء ومنح الطفل الاهتمام والحب التام من قبل الوالدين .
  2. البحث عن المواهب ومواطن الإبداع لدى الطفل وصقلها وتطويرها وبالتالي قتل الفراغ الذي يعاني منه من خلال قيامه بمهمة مُعينة تتناسب مع قُدراته وتحفيزه بشكل مُستمر.
  3. اتباع نظام الحميات الغذائية والإكثار من تناول البروتينات في كل الوجبات التي تُساعد على بناء النواقل العصبية التي تتحكم في ضبط الحركة والنوم وتحد من ظهور هذه السلوكيات.
  4. مُمارسة الرياضة والتمارين البدنية وبالخصوص خلال ساعات الصباح الأولى.
  5. العلاج الوظيفي لهُ دور كبير في التخفيف من حدة الأعراض، فتحريك عضلات اليد الدقيقة والأرجل من خلال الأنشطة العلاجية التي يعدُها المُعالج الوظيفي تشغل فكر الطفل ولا تسمح بحدوث أي سُلوك.
  6. استخدام شتى أنواع طرق التواصل للأطفال غير الناطقين كاستخدام لغة الإشارة وكما أسفلت في مقالي السابق عن نظام الـ PECS والصور التعبيرية لمعرفة ما يحتاج إليهِ الطفل وحتى يتسنى له التدريب على طرق توصيل مشاعره للطرف الآخر.

وخِتاماً، سُلوك الضحك بشكل هستيري والبكاء بصوت عالٍ في آنٍ واحد أمر طبيعي للطفل الذي يُعاني من اضطراب التوحد فهو يُعبر عن مشاعره وانفعالاته كالفرح أو الحماس أو الغضب أو الألم من خلال البكاء والضحك بدون سبب أو عن طريق سلوكيات أخرى كالعدوان وذلك لأنهُ لا يعرف ولم يتم تدريبه على طرق توصيل مشاعره للآخرين.

 

 

زهراء داوود

فني سلوك