فيتامين ج .... د. سيد محمود القلاف

فيتامين ج أو C واسمه العلمي هو حمض الأسكوربيك هو أحد الفيتامينات الذائبة في الماء وتستطيع أغلب الحيوانات تصنيعه في أجسامها ما عدا القرود وخنزيرغينيا وكذلك الإنسان. يتواجد هذا الفيتامين في الكثير من الفواكه والخضراوات ولعل أغناها الفواكه الحمضية كالبرتقال والليمون وكذلك الفراولة وفاكهة الكيوي والطماطم والفلفل.

ثبت أن فيتامين ج مهم في وظيفة العديد من الإنزيمات والتفاعلات في جسم الإنسان، فهو يلعب دوراً محورياً في التفاعل الذي يقوم بتحويل الموصل العصبي دوبامين إلى الموصل العصبي نور ادرينالين، وكذلك في تصنيع بروتين الكولاجين الموجود في العديد من أنسجة الجسم مثل العضلات والعظام والجلد، كما أنه مهم في امتصاص الحديد من الجهاز الهضمي. فيتامين ج كذلك يعتبر أحد مضادات الأكسدة التي تعمل كخط دفاع ضد بعص الأمراض المزمنة مثل بعض أنواع السرطان وأمراض القلب.

تختلف الكمية الموصي بها يومياً أو غذائياً لفيتامين ج حسب عمر الشخص وجنسه وحالته الصحية. والنقص الشديد لهذا الفيتامين يسبب مرض الإسقربوط والذي قد ينتج عند الامتناع عن تناوله لمدة 20 – 40 يوماً، ومن أعراضه التعب الجسماني وألم في المفاصل ونزيف الدم خصوصاً من اللثة وكذلك تأخر في التئام الجروح.

تاريخياً كان البحارة في الرحلات الطويلة يعانون بشدة من مرض الإسقربوط، وقد ذكر أن الرحالة فاسكو دي جاما فقد 100 من أصل 160 من بحارته في عام 1497 بسبب هذا المرض. كما تمت الإشارة إلى أن المستكشف الفرنسي جاك كارتير وبحارته قد عانوا من المرض بعد حوالي شهرين من رحلتهم إلى كندا في عام 1535 / 1536 حتى تم تعريفهم بأحد الأعشاب التي تعالج المرض من قبل السكان المحليين، وقد فقد حوالي ربع البحارة في هذه الرحلة بسبب هذا المرض. البحرية البريطانية كذلك كانت تعاني بشدة من مرض الإسقربوط وقد ذكر أنها فقدت حوالي 1300 من مجموع 2000 من بحارتها في عام 1740، ولعل أول إشارة إلى فهم المرض قد كانت من قبل الطبيب البريطاني جيمس ليند حين نشر بحثاً حول مرض الإسقربوط في عام 1753 وبناءاً عليه قامت الحكومة البريطانية بإلزام جميع بحارتها على تناول عصير الليمون أثناء رحلاتها لمنع المرض، ولكن هذا الإجراء جاء متأخراً بعد حوالي 40 سنة من نشر البحث المذكور ولا يعلم ما هو السبب في هذا التأخير.

تم ربط فيتامين ج بالعديد من الفوائد إلا أن الكثير من هذه ليس له دليل من الدراسات السريرية أو أن الدليل عليه ضعيف ولا يعتد به. ومن أكثر هذه الاعتقادات دور فيتامين ج في تعزيز جهاز المناعة ومنع الالتهابات البكتيرية الفيروسية وعلاجها ولكن الدليل العلمي على ذلك ضعيف.

ولدعم مخزون الجسم من فيتامين ج ولمن يعتقدون أنه قد ينفع لمختلف الالتهابات ينصح بالحصول على هذا الفيتامين من مصادره الطبيعة أي الفواكه والخضراوات وليس الأدوية حيث أن فرط تناول فيتامين ج خصوصاً عن طريق الأدوية قد يؤدي إلى بعض الآلام في البطن واسهال، وحصوات في الكلية وتسمم الحديد عند بعض المرضى وتآكل الأسنان على المدى الطويل.

 

 

د. سيد محمود القلاف

برنامج الصيدلة

جامعة البحرين


pdfmedical