توفر السباحة باقة متنوعة من الفوائد العقلية والعضلية إلى جانب الاستمتاع، فهي إذن: وقاية وعلاج.
كثيراً ما نسمع عن واحدة من الرياضات الأكثر شعبية وصحة في الآن نفسه، وربما لم تكن تعلم أنها أحد الأنشطة البدنية القليلة التي تجمع بين التمرين والتسلية. كما أن فوائدها لا تعد ولا تحصى، وقد تدفع الاستشاري / المُعالِج في العديد من الحالات إلى تضمينها في قائمة "الأدوية" المنصوص عليها، للوقاية أو للمساعدة في التخفيف أو علاج الكثير من الأمراض الشائعة والمرتبطة أساسًا باعتماد أنماط وعادات حديثة غير سليمة... إنها ببساطة: رياضة السباحة.
نعم، تُعد السباحة مفيدة للكبار والصغار والرجال والنساء على حد سواء، ولها فوائد صحية عديدة لجسم الإنسان، فهي تقلل من خطر الإصابة بمرض السكري، وتعلّم التحكم بالتنفس حيث تساعد أيضًا مرضى الربو في تقوية أداء الرئتين وزيادة قوة تحملهما. كما أنها تساهم في حرق السعرات الحرارية والدهون المتراكمة في الجسم، وكذا خفض معدلات الكولسترول المرتفعة عند الإنسان أكثر من غيرها من الرياضات. إضافة إلى أنها تلعب دوراً كبيراً في تقوية المفاصل، فهي الرياضة المثالية لمرضى التهاب المفاصل والذين يعانون من التكلس.
ووفقا للعديد من الدراسات، فرياضة السباحة تساهم في تليين عضلات الجسم المختلفة وتغيير حركتها ومدى تحملها، كما تساعد على بناءها وتقويتها. فمقاومة الماء تؤدي إلى بذل جهد معتدل من العضلات والذي لا يجعلها فقط أكثر قوة ولكن يساهم أيضا إلى حد كبير في زيادة مرونتها. حيث تنشط جميع العضلات في آن واحد وخاصة الظهر وهذا ما يجعلها تمرينًا فعالًا جدًا للعضلات حول العمود الفقري، إلى جانب عضلات البطن والساقين. وبالتالي، تزيد من قدرة الإنسان على تحمل الظروف المختلفة، مثل: برودة الجو، والأمراض المختلفة إلخ.
وعلى عكس الكثير من أنواع الرياضات، تلعب السباحة دور العلاج النفسي عبر الحدّ من جهة من التوتر النفسي والقضاء على المشاعر السلبية والخمول. ومن جهة أخرى، تساعد العقل على الرّاحة والاسترخاء والتخلّص من الضّغوطات النفسيّة التي تواجهه، وتحسين المزاج وجودة النوم وكذا تعزيز الشعور بالسعادة. فهي ذات آثار نفسية إيجابية نتيجة الشعور بالطفو المهدئ، إذ يقارن بعض الخبراء رياضة السباحة برياضة اليوغا في تقليص مستوى التوتر وتخفيف الأعراض المؤلمة لدى المرضى الذين يعانون من ظروف ناجمة عن الإجهاد المزمن.
وبناء على الأبحاث الطبية المتخصصة، فإن ممارسة السباحة لمدة 30 دقيقة يوميًا تساهم في حدوث توازن بمعدلات ضغط الدم، وتقوية عضلة القلب دون إجهاد الجسم بشكل كبير. إضافةً إلى تنشيط وتحسين أداء الدورة الدمويّة في الجسم وبالتالي تخليص الجسم من المواد السامة.
إذا قمتم بممارسة رياضة السباحة بالشكل الصحيح ووفقا لوضعكم البدني فستستمتعون بباقة متنوعة من الفوائد الصحية... إذن اقفزوا إلى الماء! لمَ الانتظار؟
د.عبدالصمد جابون
استشاري طب بدني وإعادة التأهيل الحركي والوظيفي
المملكة المغربية