خمسُ رسائلَ من القلب لكم.. فاطمة المرزوق

يُصادف الثامن من سبتمبر من كل عام اليوم العالمي للعلاج الطبيعي الذي تم تخصيصه من العام 1996 حتى عامنا هذا، إذ أنتهز الفرصة لأحيي كل أخصائيي العلاج الطبيعي حول العالم لبذلهم الكثير لتخفيف آلام المرضى ولإضافة الجودة لحياةِ أشخاصٍ آخرين..

خمسُ رسائل قلبيّة أبعثها لكم،

 

1-     العلاج الطبيعي طريقٌ نحو تحقيق التوازن في حياتنا، التوازن بين الألمِ والراحة، بين الشدّ والقوة، بين القدرة وعدمها، وما نقوم بهِ هو مبنيٌّ على دراساتٍ علميّة قد تُخلصك من إجراء عملياتٍ جراحية، أو تُبعدك عن الوقوع في إصاباتٍ عضليّة، أو قد تكونُ سبباً في نجاح جراحاتٍ قد أجريتها. فليس مساجاً إنما في إعطاء القوة لعضلاتك وإضفاء الجودة لحياتك.

2-     وُلد الإنسان عجولاً، إلا أنه وفي كل محطةٍ من محطات الحياة نرى الصبر والإتقان في العمل سبيلاً لنجاحه وكذا العلاج الطبيعي الذي يتطلب إدراكاً وفِهماً لرحلة العلاج، وأن تقوية العضلة لا تتحقق في يومٍ أو أسبوع إنما نبني معاً وِفق إمكانية جسدك وحالتك.

3-     شراكة الأهداف بين أخصائي العلاج الطبيعي والمريض له أولوية في العلاج الطبيعي، فهناك أهداف قصيرة المدى كأن نُخلصك من الألم الحادّ وهناك أهداف طويلة المدى كأن نرفع من قوة عضلاتك واتّزانها، وهناك أهداف ليست مُمكنة كأن تمشي الخالة نور بعدما كانت مُقعدة سنين طويلة، وهذا ما يجب إيضاحه قبل البدء في رحلة العلاج.

4-     العلاج الطبيعي هو جزء من منظومة طبيّة متكاملة، نستعين بالجرّاح وهو بدوّره يُعوّل علينا لنجاح جراحته وإن كانت مثالية، وقد نستعين بالصيدليّ لتخفيف آلامك بالأدوية، وقد نتطلب إجراء بعض فحوصات الدم أو الأشعة، فنحنُ نتكامل من أجل مصلحة المريض.

5-     لكل أخصائيي العلاج الطبيعي، أحبّوا مهنتكم ، فهي أولُّ طريقٍ للعطاء اللا محدود وليس لفعل المعجزات وإنما لرسم البسمةِ على أمٍّ أنهكتها آلام الدنيّا وتجلّت في ظهرها، أو لذلك الشابّ الذي أصبح مُقعداً بعد حادث السيارة، أو لذلك الأب الذي أرهق حياته بالعمل فاضطر لإجراء جراحاتٍ في رقبته .. هُنا يكمنُ دور المُعالج ويلمع اسمه لأنه يسعى لأن يُضيف جودةً لحياة الآخرين.

 

فاطمة المرزوق

أخصائي علاج طبيعي


pdfmedical