يبكي الطفل في أيامه الأولى لأسباب متعددة، قد تكون بسبب الجوع أو عدم ارتياح أو ألم بسبب التهاب أو مرض. ويجهد الوالدان لإبعاد كلما يمكن أن يكون سببًا لبكائه، وقد يفشلان مع استمراره في البكاء ولساعات طويلة.
د. محمد الساعي استشاري أمراض الأطفال بمركز ابن حيان الطبي الذي يملك خبرة تناهز الـ 30 عامًا تحدث في لقاء مع الطبي عن المغص والغازات أحد أكثر أسباب بكاء الأطفال شيوعًا.
وقال أن هذين العرضين مزعجين للطفل ووالديه لكنهما لا يشكلان خطورة على صحته، ويستطيع الطبيب حل المشكلة بعلاج يظهر أثره سريعًا ويخلص الطفل من آلام المغص.
الحوار التالي ضم تفاصيل حول المغص والغازات لدى الأطفال:
- عرّف لنا المغص عند الأطفال؟
المغص من الأعراض الصحية التي تصيب الأطفال بعد الولادة خصوصًا في الثلاثة الأشهر الأولى وتتراوح نسب الإصابة بحسب احصاءات ودراسات بين 10 – 40 % من الأطفال حديثي الولادة. ويتساوى فيه الجنسان من أولاد وبنات من حيث نسب الإصابة، والأطفال الذين يتغذون بالرضاعة الطبيعية والآخرون الذين يتغذون ببدائل حليب الأم.
- في أي سن يصاب الأطفال بهذين العرضين الصحيين؟
الإصابة بالمغص والغازات تحدث في الأيام الأولى وقد تمتد للأشهر الثلاث الأولى من عمر الطفل، وفي حالات نادرة قد تصاحب الطفل للشهر الرابع وفي أقصى الحالات قد تصل لخمسة أشهر وهي نادرة الحدوث.
- ما هي أسبابهما؟
لم يتوصل العلماء حتى الوقت الراهن للأسباب الحقيقية، لكنهم وضعوا احتمالات عدة، منها:
- التغيرات في بكتيريا الأمعاء
- عدم تحمل الطفل للبروتين واللاكتوز في حليب الأم
- عدم نضوج الغشاء المخاطي في الأمعاء
- إفراز الدماغ لبروتين يؤدي لتقلص الأمعاء
- ما هي العلامات التي ترشد الوالدين للتعرف على العرضين؟
بكاء الطفل لثلاث ساعات في اليوم، ثلاث مرات في الأسبوع على مدى ثلاثة أسابيع. هذه علامة قوية تشير لوجود المغص عند الطفل.
- كيف يشخص الطبيب المرض؟
بكاء الطفل له أسباب عديدة ودليل على إنزعاجه من شيء ما، ولكن بكاؤه لفترات طويلة إشارة لوجود المغص أو حالات مرضية أخرى.
في عيادة الأطفال يباشر الطبيب بإجراء الفحوص السريرية للتعرف على حالة الطفل والتأكد من خلوه من الالتهابات كالتهابات الأذن الوسطى، أو الالتهابات في المجاري البولية، أو الالتهابات الرئوية، أو الالتهابات في العظام.
والتأكد أيضًا من خلو الطفل من وجود فتق في المنطقة السفلى من البطن، فهذا المرض يسبب آلامًا في منطقة البطن.
الفحص الشامل يضمن للطبيب تشخيص دقيق لعلاج يقي الطفل من أي مضاعفات جراء هذه الأمراض، ويقدم له علاج مناسب للمغص إن وجد.
- ما هي طرق العلاج؟
هناك عدة طرق لعلاج المغص أو الغازات لكن الأطباء في الوقت الحالي يعتمدون على قطرات (البروبيوتيك) وهي عبارة عن بكتيريا مفيدة وهي موجودة بصورة طبيعية في الأمعاء، 5 قطرات منه يوميًا كفيلة بتخفيف الأعراض وحل المشكلة، ويظهر مفعولها خلال يوم أو يومين. وهناك أدوية للمغص والغازات مفعولها يخفف منهما بصورة بسيطة. كما أن هناك حلول أخرى ومنها الأعشاب كاليانسون، ولكن مفعولها غير مؤكد، التدليك قد يساعد في تخفيف آلام المغص ولكن لا توجد أدلة علمية تؤكد ذلك.
- هل من الممكن أن يكون المغص مزمنًا؟
لا. المغص والغازات عند الأطفال - كما أسلفت – يكون في الأشهر الثلاثة الأولى وقد تستمر في حالات نادرة جدًا للشهر الرابع أو الخامس من عمر الطفل.
- ما هي التبعات إذا أهمل علاج الطفل من هذين العرضين؟
سؤال جيد. ليس هناك أي تبعات أو مضاعفات على صحة الطفل من هذين العرضين.
ودور الطبيب هنا تطمين الوالدين في المقام الأول والتأكيد لهما أن صحة الطفل لا تتعرض لخطر، ومعالجة هذين العرضين.
- هل يمكن وقاية الطفل من المغص والغازات؟
بالعودة للأسباب يمكن تجنبه إذا كان عدم تحمل الطفل للبروتين واللاكتوز في حليب الأم وهنا ننصح الأم المُرضعة بتجنب بعض المأكولات كالحليب البقري، والسمك، وفول الصويا، والمكسرات والمخللات.
أما إذا كان الطفل يتغذى ببدائل حليب الأم فننصح بتغيير (الحليب الصناعي) إلى نوع خاص يضم في مكوناته بروتين مخفف.
- هل من كلمة أخيرة؟
في نهاية اللقاء أود التأكيد على أن المغص حالة عرضية تصيب الطفل في فترة معينة تمثل إزعاجًا للطفل والوالدين، ولكنها لا تمثل أي خطورة على صحة الطفل. واستشارة الطبيب مهمة لمساعدة الطفل والوالدين للتخلص آلام المغص والتأكد من خلو الطفل من أي أعراض صحية أخرى تسبب له الألم.