التعرض للأشعة السينية في التصوير الطبي، هل يستدعي القلق؟... زهراء عبدالله

كثيرًا ما يُشاع عن الأشعة السينية أو أشعة إكس بأنها ضارّة وخطيرة، بل وأحيانًا تجد بعضًا من المرضى يرفضون التعرض لهذا النوع من الأشعة بحجة خطورتها فيتعطَّل تشخيص أمراضهم الذي يقوم بشكل أساسي على قراءة صورهذه الأشعة.

وكما يعرض الطبيب أرون سوديكسون – أخصائي الأشعة قصة إحدى مرضاه التي طُلب منها إجراء أشعة مقطعية لاحتمال وجود ورم سرطاني في رقبتها فرفضت، وقال سوديكسون "رفضت لأنها اعتقدت أنها ستموت من الأشعة السينية". فما هي الأشعة السينية؟ وما مدى خطورتها؟

الأشعة السينية هي أحد أنواع الأشعة الكهرومغناطيسية المؤينة التي تم استخدامها منذ أكثر من مئة عام في مجال الطب. الجدير بالذّكر أن الأشعة المؤينة لا تنحصر في الأشعة السينية الطبية فقط، بل توجد بشكل طبيعي حولنا. فقد ذكرت منظمة الصحة العالمية وجود أكثر من ستين مادة مشعّة طبيعية المنشأ تتواجد في التربة والماء والهواء. كما يتعرض الناس إلى الإشعاعات المؤينة عبر الأشعة الكونية خصوصًا في الارتفاعات الشاهقة.

لهذا، من الجيّد مقارنة مستويات الإشعاع التي يتلقّاها المرضى من فحوصات الأشعة السينية بمستويات الإشعاع الطبيعية التي تحيط بنا في الحياة اليومية. فعلى سبيل المثال، رحلة طيران طويلة تعرّضك إلى ثلاثة أضعاف كمية الإشعاع الناتجة عن تصوير الصدر بالأشعة السينية. كذلك تصوير أطراف الجسم بالأشعة السينية العادية يعادل تعرّضك إلى الأشعة الطبيعية لمدة ثلاث ساعات فقط. أما بالنسبة للأشعة المقطعية، فتصوير الرأس بالأشعة المقطعية مثلًا يعادل تعرّضك للأشعة الطبيعية لمدة ثمانية أشهر. وتصوير الصدر بالأشعة المقطعية يكافئ عامين من التعرض للأشعة الطبيعية.

رغم ذلك، فإن هذا المستوى لا يزال يعدّ منخفضًا وفوائده تفوق أي مخاطر محتملة. فالتعرض المستمرّ لمستويات عالية جدًا من الأشعة هو ما يستدعي القلق من ناحية المخاطر المحتملة المتمثّلة غالبًا في احمرار الجلد وتساقط الشعر وارتفاع طفيف جدًّا في خطر الإصابة بمرض السرطان.

ومع أنَّ مستويات الأشعة في المجال الطبي منخفضة، إلا أن هناك العديد من الإجراءات المتّبعة لتقليل كمية الأشعة التي يتعرض لها المرضى قدر المستطاع، فيعمل فنيّو وتقنيّو الأشعة على تقليل وقت إجراء الفحص وكمية الأشعة مع الأخذ بكلّ الاحتياطات اللازمة قبل وأثناء الفحص. كما يتمّ إعطاء المرضى في أغلب الأحيان عازل أشعة يوضع على مناطق الجسم الأكثر حساسية للأشعة.

أما بالنسبة لتعرّض الأجنّة للأشعة، فيمنع تصوير المرأة الحامل بالأشعة السينية إلا في الحالات الطارئة.

كل هذه الإجراءات المتّبعة وغيرها تساهم في الوقاية من جميع المخاطر المحتملة للأشعة السينية. فإجراء فحوصات تشخيصية آمنة تساعد على وضع خطط علاجية فعّالة هو ما تسعى إليه جميع أقسام الأشعة في العالم.

 

زهراء عبدالله

أخصائي تقنية الأشعة التشخيصية


pdfmedical