اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط ... د. زهراء عيسى الزيرة

شهر أكتوبر معروف عالمياً لنشر الوعي بالنسبة للدسلكسيا واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط ADHD ، وعندما تأسست المؤسسة البحرينية للتربية الخاصة منذ ما يقارب العشرون عاماً في عام 2002 وحتى اليوم كان من أهم أهدافها ومازال هو نشر الوعي بالنسبة للدسلكسيا والـ ADHD.

وفي هذه السطور سيتم التركيز على اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة ADHD  وهو نوع من القصور الوظيفي في الجهاز العصبي المركزي ويتصف عادة بثلاث سمات أساسية:

  1. ضعف في سعة الانتباه
  2. ضعف التحكم في الاندفاعية
  3. فرط حركة (في بعض الحالات)

 

وتظهر هذه الخصائص خلال فترة الطفولة المبكرة قبل سن السادسة وتكون مزمنة وفي كل البيئات وتستمر لستة أشهر على الأقل وعادة ما يعاني الأفراد ذوو اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة صعوبة في الذاكرة العاملة والانتباه مما يعيق أو يبطئ عملية التعلم وقد تؤدي إلى مشكلات لاحقة في المهارات الاجتماعية وتقدير الذات والسلوك. وقد يكون الطفل ذا قدرات عقلية عالية جداً ولكن علاماته في المدرسة دائماً تكون أقل من أقرانه ولا تعكس ذكائه بسبب أعراض الـ ADHD التي تطغي على ذكائه وقدراته والمواهب الأخرى التي يمتلكها ويتعرض للتنمر من قِبل أقرانه والإساءة اللفظية من قِبل أقرب الناس إليه (والديه) ومن قِبل المعلمين وكل من يحيط به ليس عن قصد ولكن لأن ما يقوم به الطفل وهو خارج عن إرادته يعرضه لمواقف لا يستطيع الآخرون تقبلها وذلك بسبب جهلهم لأعراض الـ ADHD.

 

عندما يكون الطفل صغيراً تتجلى أعراض الـ ADHD بالحركة المفرطة واستفزاز الآخرين والفوضى العارمة والعناد والتهرب خصوصاً من عمل الواجبات المدرسية والتشتت وعدم القدرة على التركيز في المهام التي تتطلب جهداً ذهنياً والاندفاعية ولكن مع بلوغ الأفراد المصابون بهذا الاضطراب ودخولهم عالم الكبار بالتدريج تتجلى الأعراض فيما يسمى بـ Executive Functioning Skills مهارات الوظائف التنفيذية مثل الذاكرة العاملة، ضبط المشاعر، بدء المهمة، المحافظة على التركيز، القدرة على التخطيط وتحديد الأولويات، المرونة، التنظيم، إدارة الوقت، المثابرة، التأمل في عمليات ما بعد المعرفة.

 

فيكون الأفراد المصابون بالـ ADHD أو الـ ADD لديهم مشكلة السلوك كما هو شائع وإنما هي مشكلة مرتبطة بالجهاز العصبي المركزي وهي مشكلة وراثية بالدرجة الأولى تسبب تأخر في الفص الأمامي للدماغ والذي يعتبر النظام الإداري والمسئول عن الوظائف التنفيذية المذكورة أعلاه.

 

لذا من المهم أن يكون الوالدين والمعلمين على علم بهذه المعلومات ولا يُحمل الطفل فوق طاقته ويضغط عليه لأداء ما يطلب منه.

 

ولكي لا يمر الطفل وجميع أفراد العائلة بسلسلة من المعاناة والصراخ وتوجيه التهم والاهانات، يجب على الوالدين تحويل الطفل إلى التشخيص في المراكز الخاصة والموثوقة للقيام بالتقييم والتشخيص. وعندما يتم تشخيص الطفل أن لديه اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة يجب وضعه في برنامج لتعديل السلوك والذي يكون ناجحاً مع الغالبية العظمى من الأطفال إلا حالات نادرة تكون بحاجة إلى استخدام الدواء إلى جانب تعديل السلوك.   لذا يجب تشخيص الطلاب ومساعدتهم لتجاوز تلك المشكلات أو ذاك القصور في الوظائف التنفيذية والذي لا يكون للطالب يد فيها بل هو ورثها فلا يمكن معاقبته لشيء لم يكن السبب فيه.

 

رسالتنا الموجهة للوالدين والمعلمين هي:

الإسراع في التشخيص والعلاج .. كلما أبكرنا في تشخيص المشكلة وحدتها كلما ساعدنا الطفل (وأنفسنا) في التغلب على تلك الصعوبات فبل أن تستفحل ويصعب حلها وتعرض الطالب لتدني مفهوم الذات، عدم الثقة، الاكتئاب وأحياناُ العنف.

 

د. زهراء عيسى الزيرة

رئيسة المؤسسة البحرينية للتربية الخاصة