بفضل التكنولوجيا الحديثة والتقنيات المتقدّمة تطوّرت مجالات طب الأسنان إلى الدرجة التي تمكّن الأطباء من الاطّلاع على تركيبة أسنان المريض كاملةً في بضع ثوانٍ يقف خلالها المريض أمام جهاز تصوير الأسنان البانورامي مثلًا ليحصل على تشخيصٍ مثاليّ، سريعٍ ودقيق.
يُجرى فحص التصوير البانورامي بالأشعة السينية بشكل روتيني في عيادات الأسنان. وخلاله يحلّق جهاز التصوير حول رأس المريض لثوانٍ معدودة لتنشأ بعدها صورة متكاملة لتركيبة الأسنان والفكين وتجاويف حجر الأنف مع ظهور بعض قنوات الأعصاب المجاورة. يستخدم هذا الفحص الأشعة السينية بمقدار بسيط للغاية يقدَّر بـ 0.005 مل سيفرت أي ما يعادل تعرّض المريض للأشعة الطبيعية المحيطة لمدة يوم واحد فقط. غير أن الحاجة إلى تكرار هذا الفحص هو ما يستوجب الأخذ بجميع احتياطات الحماية من الأشعة. ففي دراسة حديثة أجراها البروفيسور أنجم ميمون عام 2019 بيّن خلالها أن زيادة معدل الإصابة بسرطان الغدة الدرقية في المملكة المتحدة قد يُعزى إلى التعرّض الزائد وغير الضروريّ للأشعة السينية وخصوصًا في فحوصات تصوير الأسنان حيث أن الغدة الدرقية هي أحد أعضاء الجسم الأكثر حساسية للأشعة. وأخيرًا، حثَّ البروفيسور ميمون على ضرورة الموازنة بين الحاجة إلى إجراء هذه الفحوصات وبين المخاطر المحتملة من تكرارها واقترح إجراء المزيد من الدراسات حول هذا الشأن.
وعلى مستوى عالمي، أجريت إحصائية توضّح أن خطورة الإصابة بمرض السرطان من التعرض لأشعة الأسنان البانورامية تقدّر بمعدل 1 في 20 مليون فقط. أي لا تزال الخطورة في مستوياتها البسيطة. مع ذلك، يحرص أطباء الأسنان مع تقنيّي الأشعة على ضرورة ارتداء المريض لزيّ الحماية من الأشعة المكوّن من مادة الرصاص والذي يحجب وصول الأشعة السينية إلى جسم المريض وبالتّالي يقلّل بصورة كبيرة من مخاطرها.
زهراء عبدالله
أخصائية تقنية الأشعة التشخيصية