لا شك أن الماء يُعد من المكونات الرئيسية في جسم الانسان إذ يشكل ما نسبته 60 % من وزن الجسم و90 % من الدم، كما أنه من أهم العناصر الأساسية التي يحتاجها الفرد بشكل دوري، وله دور كبير في استمرارية الحياة وتلبية احتياجات خلايا وأنسجة الجسم من أجل العمل بشكل صحيح، ومده بالنشاط والحيوية.
حيث يُعتبر شرب الماء بكمية مناسبة (النساء يجب أن يتناولن يوميا 2.2 لتر من المياه أي ما يساوي 9 أكواب، بينما على الرجال تناول 3 لتر من المياه أي ما يساوي 13 كوبا) ضروريا للحفاظ على مستوى أمثل من الترطيب وبالتالي فهي ممارسة بسيطة تعود بنفع لا حصر له على الصحة.
فوفقا لدراسات أصدرتها عدد من الهيئات، فإن شرب الماء بشكل كاف ومنتظم له العديد من الفوائد من جُملتها تعزيز صحة الجهاز المناعي والوقاية من خطر تكون الحصوات في الكلى وخفض الوزن والحفاظ على درجة حرارة طبيعية، وكذا التخلص من السموم (الأملاح الزائدة وغيرها) عبر التبول والتعرق والتبرز، وتحسين الدورة الدموية، دون إغفال ري الظمأ والعطش خاصة في أوقات ارتفاع درجات الحرارة مما قد يعزز العمر المديد للفرد. ويجب الانتباه إلى أن الشعور بالعطش قد يدل على جفاف الجسم، وقد يتسبب في بعض الحالات إلى ظهور العديد من الأعراض كالإرهاق والشعور بالإعياء وضعف العضلات والدوخة والصداع وشحوب الوجه وغيرها. وبالتالي فإن الماء يلعب دورًا حيويًا في تقليل التعب أثناء النهار، وتحسين الذاكرة والمساعدة على تحسين القدرة على التركيز وزيادة الطاقة.
وتشمل فوائد شرب الماء المحافظة على صحة الجهاز الهضمي والوقاية من اضطراباته وحمايته من التقرحات والالتهابات. إضافة إلى تعزيز عملية الهضم وتأمين صحة الأمعاء والحد من خطر الإصابة بسرطان القولون، وعادة ما يسبب الجفاف اضطرابات هضمية كالإمساك أو زيادة حموضة المعدة التي تسبب بدورها حرقة المعدة. وهكذا فإن الجهاز الهضمي يحتاج إلى الماء للعمل بكفاءة لتعزيز عملية امتصاص العناصر الغذائية حتى لو كنا نتناول الكثير من الألياف والخضراوات الخضراء، فما علينا إلا شرب الماء لتتمكن العناصر الغذائية من الدخول إلى النظام دون اختلالات. هذا إلى جانب علاج آلام الظهر وحماية الحبل الشوكي وتزييت المفاصل على اعتبار أن أقراص العمود الفقري تتكون من نسب عالية من الماء، لذلك فإن الجفاف وقلة الماء يسبب انخفاض قدرة المفاصل على امتصاص الصدمات مما يسبب ألماً فيها.
د.عبدالصمد جابون
استشاري طب بدني وإعادة التأهيل الحركي والوظيفي
المملكة المغربية
