في "غرفة الصدمات" تلقت سحر سلمان وزوجها خبر إصابة ابنتهما جود جعفر باللوكيميا )سرطان الدم( وتجرعا النبأ بصبر واحتساب.
جود بنت في السابعة من عمرها حينما شخصت حالتها في سنة 2019م، وقالت أمها: "أول العلامات التي ظهرت عليها أثناء قضاء عطلتنا في تركيا أنها كانت ترفض الطعام الذي يقدم لنا في المطاعم، لم أعر الأمر اهتمامًا كبيرًا فهذه السلوكيات تصدر عن الأطفال". وواصلت: "بعد فترة انخفض وزنها وقد لاحظ من حولها ذلك ونبهتني أختي لذلك لكني لم اعتبره إشارة لحدث قد يضر صحتها".
إنذار أصفر
المرض لم يخفِ نفسه طويلًا وسرق لون جود التي علتها الصفرة والشحوب مع ارتفاع مستمر في درجة الحرارة، هنا بادرت الأم بأخذ ابنتها للمستشفى حيث كان والدها مسافرًا.
وبينت سلمان: "ذهبتُ مباشرة لمستشفى خاص بعد أيام من بقاء درجة الحرارة مرتفعة دون انخفاض، أعرف ابنتي جيدًا، حينما ترتفع حرارتها أعطيها جرعات مناسبة من خافضات الحرارة فتعود لطبيعتها، لكن هذه المرة كان الأمر مختلفًا". وأردفت: "المستشفى الخاص تنبه لوجود علامات غير مطمئنة فأُرسلنا مباشرة للمستشفى العسكري وهناك أقامت جود لفترة ونقلوا لها دمًا. وأرسلونا بعدها لمجمع السلمانية الطبي".
في مركز أورام الأطفال بالمجمع أجريت الفحوصات وحللت في ثلاث مختبرات أحدها في البحرين والآخران في الخارج، وأظهرت التحاليل إصابة جود باللوكيميا.
وقالت سلمان: "لم أستوعب ما يجري أني في مركز أورام الأطفال حدث كل ذلك بسرعة. استقبلتني وزوجي د. خلود السعد في غرفة أطلقت عليها اسم "غرفة الصدمات" كان أسلوبها لطيفًا في إعلامنا بمرض جود، خبر مر تجرعناه بصبر واحتساب".
قصصتُ شعرها بيدي
بدأ العلاج الصعب والطويل وكانت أيام جود مقسمة بين أسبوع في المستشفى والآخر في البيت وغادرت مقعدها الدراسي في المدرسة فقد ذهبت للصف الثاني الابتدائي ليوم واحد وانتقلت دراستها ما بين المستشفى والبيت قبل كل الطلاب الذين اضطروا بعد فترة بسيطة لمغادرة مقاعدهم بسبب فيروس كورونا.
الحقن كانت تزعج جود كثيرًا كما أن الجهاز الذي وضع لإيصال الأدوية لجسمها كان يضايقها، وفضلنا قص شعر جود الذي بدأ بالتساقط من أثر الدواء الكيماوي. "قصصتُ شعرها بيدي وساعدني والدها في ذلك، لم تتأثر جود كثيرًا بذلك فقد كانت راضية، فالأطفال حولها حليقو الرأس مثلها".
مرح في مركز الأورام
حياة الأطفال في مركز الأورام لا تخلو من البهجة والمرح التي تضيفها وفود الجمعيات الزائرة لهم والمحملين بالهدايا والألعاب، والتعلم أيضًا، وبينت سلمان: "تزور وفود من الجمعيات الأطفال في المركز باستمرار لإضفاء البهجة والسرور على وجوه الأطفال، كما أن بحرين ترست تنتدب معلمين متطوعين لتعليم الأطفال لضمان استمرارهم في التعلم، وهناك تعاون كبير بين وزارتي الصحة والتربية في هذا المجال".
قبل انتهاء البرنامج العلاجي لجود أطلت جائحة كورونا وقيدت حركة العائلة بشكل كبير للوقاية من التقاط العدوى حتى لا تصل للمريضة الصغيرة، وأوضحت سلمان: " كانت فترة على الجميع وعلى جود التي لا تستطيع اللعب مع أقرانها في الأسرة، وعلى والديَّ وأخواني وأخواتي الذين اعتادوا على وجود جود بينهم". وواصلت: "للأسف جود ومن هم في حالتها لا يستطيعون تلقي اللقاحات الفموية لأنها تضرهم".
جود البنت الوحيدة لأبويها وبين أقرانها في العائلة تماثلت للشفاء والحمد لله بعد سنتين من العلاج، ويتابع والداها حالتها الصحية مع الفريق الطبي لوقايتها من أي عرض صحي. ولا زال والداها خائفين من إخبارها بأنها كانت مصابة بمرض عضال شافها الله منه.