حر يلهب الصحة

دخل صيف 2022 بقوة وجمع نقيضين حرارة عالية وأمطار – وإن كانت شحيحة في البحرين – لكن مقياس الحرارة سجل أرقامًا قياسية في العديد من البلدان على مستوى العالم وعلى الأخص في أوروبا.

سياط الحر والهروب منها إلى أجهزة التكييف وسلوكيات أخرى تضر بنا بطريقة قد لا نحسب لها حسابًا، ولكن كيف يمكن لدرجات العالية أن تضر بالصحة، سؤال وجهنا لأطباء وعاملين في القطاع الصحي فشاركونا إجاباتهم في الصفحات التالية:

 

 

د. إبراهيم: أشعة الشمس قد تحرق العين فاتقوها

عدّد د. حسن إبراهيم الاستشاري المختص بطب العيون مجموعة من الأضرار التي تسببها الحرارة على العين، وقال أن التعرض الطويل للشمس في ساعات الذروة من دون أخذ الحيطة قد يرفع من خطر الإصابة بأمراض العين.

وبيّن أن الأشعة فوق البنفسجية الصادرة من الشمس لها تأثيرات ضارة منها ازدياد احتمالية الإصابة بسرطان الجلد في المنطقة التي حول العين، كما أنها قد تسبب نمو أنسجة على سطح العين قد تنمو تدريجيًا بإتجاه قرنية العين والتي يطلق عليها ظفر العين. وأضاف: "يمكن أن تسبب حرقًا في الشبكية ولهذه الحروق آثار وخيمة خصوصًا إذا حدث الحرق في البقعة الصفراء فقد يسبب العمى أو تدهور حاد جدًا في حدة الابصار. "

وأوضح أن الأشعة فوق البنفسجية الناتجة عن التعرض لأشعة الشمس قد تسبب جفافًا للعين وتقرحات على سطح القرنية، كما تسهم في تسارع تكون الماء الأبيض أو تعتم العدسة بإلإضافة إلى ازدياد احتمالية الإصابة بمرض التنكس البقعي المصاحب للعمر".

ونصح باتقاء أجواء الصيف الحارة وتجنب التعرض المباشر للشمس في وقت الذروة (9.30 صباحًا – 3.30 مساءًا)، مع الحرص على إرتداء النظارات ذات خاصية الحماية من الأشعة فوق البنفسجية للتقليل من أضرارها.

وأكد على ضرورة ترطيب العين خصوصًا لمن يعانون من أمراض العين، وخصوصًا ممن يجري عمليات تصحيح النظر في هذا الفصل الحار من السنة.

 

 

د. المبارك: جنبوا أطفالكم التعرض للشمس

قال د. إسحاق المبارك استشاري طب الأطفال أن الأطفال أكثر عرضة لتأثيرات الأجواء الحارة الصحية بسبب الفروق الفسيولوجية بينهم وبين البالغين. ودعا البالغين للحذر وتعليم الأطفال سلوكيات تقيهم الآثار الضارة للحر على صحتهم.

وأوضح أن الرضع وحديثي الولادة يتأثرون بحرارة الجو لعدم تفاوت قدرة الجسم على تنظيم درجة الحرارة لأسباب منها أنهم أقل تعرقًا العامل المهم في تخفيض حرارة الجسم، وأن سطح أجسامهم يعادل أربعة أضعاف البالغين مما يفقدهم سوائل أكثر وبشكل أسرع.

وواصل قائلًا: "الرضع والأطفال بشكل عام أكثر عرضة للجفاف، لعدم قدرتهم على التحكم بدرجة حرارة الجسم من خلال شرب الماء في المواعيد المحددة، كما أنهم لا يدركون بشكل كافٍ الوقت المناسب لارتداء الملابس الخفيفة".

وحذر أولياء الأمور من مغبة تعرض الأطفال المباشر للشمس قائلًا: "للحرارة والرطوبة العاليتين آثار تبدأ من الطفح البسيط وتمتد لما هو أخطر وهي ضربات الشمس التي ترفع حرارة الجسم إلى 39 درجة وتسبب تعطل في وظائف الأعضاء لا قدر الله".

وأردف: "من الحلول المناسبة لمواجهة تأثيرات الحر محافظة الوالدين على توازن السوائل في الجسم لدى أطفالهم بإعطائهم كميات المياه المناسبة، واختيار الملابس الخفيفة، وتجنبيهم التعرض المباشر للشمس وقت الظهيرة وفترة العصر".

وختم بالقول: "قريبًا سيعود الأطفال للمدارس في فترة القيظ فمن المهم إعطاء الأطفال التعليمات المناسبة للتخفيف من تعرضهم المباشر للشمس في الطابور الصباحي، أو في حصص الرياضة، أو عند انتظار الحافلات". وأضاف: "النصائح وتعلم الإسعافات الأولية للإجهاد الحراري كفيل بالوقاية أو التخفيف من آثار حرارة الجو اللاهبة".


pdfmedical