إذا كنت قد أصبت من قبل بعدوى بكتيرية، فمن المحتمل أن يكون قد وصف لك الطبيب المضادات الحيوية لعلاجك. من المحتمل أيضًا أن تتذكر أن طبيبك أو الصيدلاني أخبرك بأن من المهم تناول جميع أقراصك، حتى بعد اختفاء الأعراض.
ولكن هل هناك أي ضرر حقيقي في عدم إنهاء المضادات الحيوية بمجرد أن تشعر بالتحسن؟
دعونا نتعرف أولاً ما هي المضادات الحيوية وكيف تعمل.
تُعرف المضادات الحيوية بالأدوية التي تعالج الأمراض التي تسببها البكتيريا وليست الفيروسات! فهي تعمل على تدمير أو إبطاء نمو البكتيريا وأيضًا تعطّل وظائف حيوية هامة في البكتيريا الضارة، لتقضي عليها تمامًا أو توقفها عن العمل.
يوجد هناك عدة أنواع للمضادات الحيوية، تعمل كل واحدة منها بشكل مختلف عن الآخر وتستهدف نوع معين من البكتيريا، ولذلك يصف لك الطبيب المضاد الحيوي الأنسب لك بناءًا على نوع مرضك.
يعتقد البعض عند شعوره بالتحسن واختفاء جميع أعراض مرضه بأنه لم يعد هناك حاجة لإنهاء جرعة المضاد الحيوي التي وصفها الطبيب له. وهذا اعتقاد خاطىء جداً، لأن سيتم القضاء على جزء من البكتيريا فقط والجزء المتبقي سيستمر في التكاثر. فإذا أصبحت هذه البكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية من المحتمل أن تسبب ضررًا أكبر! وسوف يستغرق التعافي من مرضك وقتًا أطول، وقد يضطر طبيبك إلى وصف المزيد من الأدوية. فيوصيك الصيدلاني دائماً بإكمال جميع أقراص المضاد الحيوي الموصوفة لك من قبل الطبيب وذلك لأن تناولها بانتظام حتى إنهاء جرعة العلاج يساعد في ضمان قتل جميع البكتيريا المسببة للأمراض أو منعها من التكاثر.
أظهرت الدراسات بإن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية ستسبب مقاومة البكتيريا أيضًا، خاصةً عندما لا يكون العلاج صحيحًا. على سبيل المثال، أن تتناول مضادًا حيويًا عندما تكون مصابًا فقط بنزلة برد بسيطة، فمن المحتمل أن تصبح بعض أنواع المضادات الحيوية غير قادرة على العمل ضد البكتيريا ومكافحتها مما تسبب حالات تهدد الحياة في بعض الأحيان ولهذا السبب من المهم عدم تناول بقايا المضادات الحيوية أو تلك التي تم وصفها لشخص آخر؛ قد لا يكون العلاج المناسب لمرضك.
شيرين الأنصاري
صيدلانية