دور التصوير المقطعي بالأشعة في تشخيص نزيف المخ

تستخدم الأشعة المقطعية (CT scan) بشكل كبير في عملية التشخيص الطبي لنزيف المخ بإنتاج صور أشعة على هيئة شرائح يتراوح سمكها بين 3 - 8 مللميتر تعطي تفصيلًا دقيقاً للمخ والأنسجة المحيطة. 

نزيف المخ؟

هو تسرب سائل الدم إلى خارج الأوعية الدموية والذي قد يحدث نتيجة لانفجار أو تمزق أحد الأوعية الدموية التي تغذي المخ بما يحتاجه من وخصوصا الأكسجين. ينتج عن النزيف انقطاع للتروية الدموية إلى أنسجة المخ، كلما زادت مدة الإنقطاع أو تأخرت عملية تشخيص النزيف أدى ذلك إلى تلف لعدد أكبر من أنسجة المخ وبالتالي تفقد قدرتها على تأدية المنوط بها من وظائف.

نظرًا لخطورة النزيف الدماغي إضافة إلى طول فترة حدوثه واستمراره إضافة إلى موقعه في المخ نفسه فإنه يتعين على الأشخاص الذين ربما يكونون يعانون من حدوث مثل هذا النزيف التوجه فوراً إلى أقرب مشفى من أجل عملية تشخيص سريعة وتفادي ما قد لا يُحمد عقباه حيث أن النزيف الدماغي يمكن أن يتسبب في حدوث الكثير من المضاعفات والتي تختلف بحسب حجم النزيف وموقعه وشدته، ومن أهمها:

  • الوفاة: يؤدي النزيف الشديد إلى ارتفاع الضغط داخل الجمجة ومن ثم تلف لأنسجة المخ وقد يؤدي ذلك إلى حدوث الوفاة بحسب شدّة ومدّة النزيف.
  • الشلل والعجز الحركي: قد يسبب نزيف المخ في فقدانه للسيطرة على عملية التحكم في حركة أعضاء الجسم نتيجة لتلف أنسجة المخ وقد يكون هذا التوقف (الشلل) جزئيًا أو كلي وذلك يتوقف على موقع النزيف وحجمه. وقد يتسبب النزيف في حدوث خلل حركي فقط ينتج عنه عدم استطاعة الشخص القيام بالأنشطة الاعتيادية وبشكل طبيعي.
  • الصرع: يحدث الصرع في الغالب نتيجة لتغيرات تطرأ على النشاط العصبي والكهربائي للمخ وقد يكون هذا التأثير كأحد مضاعفات النزيف الدماغي.
  • يمكن أن يؤدي نزيف المخ إلى تأثير مباشر على أداء الحواس الخمس.
  • يمكن كذلك أن يتسبب نزيف المخ في مضاعفات تؤثر على الأداء العقلي والسلوكي للشخص ويمكن أن يدخله في نوبات من الإكتئاب والقلق والتي قد توصف بأنها اضطرابات عقلية حادّة في بعض الحالات.

 

دور الأشعة المقطعية في عملية تشخيص النزيف الدماغي:

يتراكم الدم داخل الجمجمة كنتيجة لحدوث نزيف دماغي، ويؤدي ذلك إلى زيادة الضغط الداخلي فيها وهو ما قد يتسبب في عملية تلف لأنسجة المخ، وهنا يأتي دور الأشعة المقطعية في الكشف السريع لحالات النزيف الدماغي والتي تعتمد بالأساس على تحديد وجود تكتلات دموية داخل الجمجمة ويساعد ذلك أيضًا في التعرف على حجم، موقع وشدّة النزيف، وبالتالي التدخل العلاجي السريع والفوري.

تجرى الأشعة المقطعية باستخدام جهاز CT scanner، حيث يتم وضع المريض على طاولة خاصة تتحرك إلى داخل الجهاز، ومن ثمّ توجيه الأشعة السينية إلى منطقة المخ وتكوين صور محورية له تساعد الأطباء في عملية تشخيص حالات النزيف والعمل عل وضع الإستراتيجيات والتدخلات الطبية العلاجية الطارئة لمعالجة الوضع.

وهنا تكمن أهمية الأشعة المقطعية كأداة لا غنى عنها في عملية التشخيص للنزيف الدماغي كما أن مثل هذا الجهاز هو متاح في غالبية المستشفيات والهيئات الطبية.

 

 

 

 

الأشعة المقطعية والكشف عن أسباب نزيف المخ:

يمكن للأشعة المقطعية الكشف عن حجم وموقع وشدة نزيف المخ بيد أنها لا تستطيع تحديد سببه. بالمقابل، بمكن للأشعة المقطعية المساعدة في الوصول إلى استنتاجات معقولة لحدوث النزيف الدماغي اعتمادًا على الأعراض المصاحبة، العلامات الحيوية للمريض والتاريخ المرضي. فقد يكون وقوع النويف الدماغي لعلاقة مباشرة بوجود ورم في المخ على سبيل المثال.

 

دقة الأشعة المقطعية في تشخيص نزيف المخ:

نظراً لشيوع الفحص المقطعي بالكمبيوتر (CT scan) وتوافره على امتداد الرقعة الجغرافية، فإن ذلك أدى لإعتباره أحد أهم وأكثر الطرق تطبيقًا لعملية تشخيص نزيف المخ إلا أنّ دقته تعتمد بصورة مباشرة على حجم النزيف وموقعه وشدته على سبيل المثال لا الحصر، وقد تصل دقته العملية التشخيصية لزيف المخ باستخدام الأشعة المقطعية وبحسب أحدث الدراسات الطبية إلى 90 % تقريبًا وبالتالي فإن ذلك يشير إلى دقة وقدرة تشخيصية عالية.

 

وبشكل عام، فإن التصوير بالأشعة المقطعية هو أحد الأدوات التي يمكن الاعتماد علىيها في عملية تشخيص نزيف المخ نظرًا لدقتها الكبيرة إلا أنّ ذلك أيضا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بعمل تقييم شامل من قبل الأطباء وإجراء فحوصات أخرى قد تساعد في تحديد السبب الدقيق للنزيف وتحديد العلاج الأنسب.


pdfmedical