وجد باحثو مايو كلينك في دراسة حديثة أن تجارب الطفولة المؤذية كطلاق الأبوين أو إدمان أحد أفراد الأسرة للمخدرات أو الكحول قد ترتبط بإصابة النساء بالخمول والضعف الجنسي في مرحلة لاحقة من حياتهن. وقد نُشرت النتائج التي توصلوا إليها في مجلة الطب الجنسي.
وأوصى الباحثون مقدمي الرعاية بفحص مريضاتهم المصابات بالضعف الجنسي بحثًا عن التعرض لتجارب مؤذية في فترة الطفولة، وتقديم علاج متعدد التخصصات يشمل الإحالة إلى الاستشارة النفسية.
ووفقًا لأحدث استبيان وطني لصحة الأطفال فأنه سيمر واحد من بين ثلاثة أطفال بتجربة صادمة أو ضاغطة نفسيًا مرة واحدة على الأقل أثناء فترة الطفولة والتي تشمل تجارب مثل طلاق الأبوين أو إدمان أحد أفراد الأسرة للمخدرات أو الكحول.
توصل الباحثون إلى أن النساء اللاتي تعرضن لأربع تجارب مؤذية أو أكثر في فترة الطفولة كن أكثر عرضة بمقدار الضعف تقريبًا لأن يصبحن غير نشطات جنسيًا مقارنةً بالنساء اللاتي لم يتعرضن لهذه التجارب في فترة الطفولة، كما كن أكثر عرضة بمقدار الضعف للإصابة بالضعف الجنسي في فترة منتصف العمر.
تُعرّف الدراسة الضعف الجنسي لدى النساء على أنه اضطراب يتضمن مشكلات مستمرة مع الرغبة الجنسية والاستثارة والترطيب والإشباع والوصول إلى النشوة و/أو الألم الناتج عن ممارسة الجنس والمرتبط بالتعرض لمحن شخصية لدى النساء المصابات بهذه الأعراض.
من جهتها قالت مريم سعد الدين، حاصلة على الدكتوراة وزميلة الأبحاث في مايو كلينك في فلوريدا والباحثة الرئيسية للدراسة: "هذا الارتباط بدا مستقلًا عن العوامل الأخرى التي تؤثر هي الأخرى على الوظائف الجنسية لدى النساء مثل العمر، وحالة انقطاع الطمث، واستخدام العلاج الهرموني، والقلق، والاكتئاب، والسعادة الزوجية، ووجود تاريخ من التعرض الحديث للإيذاء".
وقالت إكتا كابور، بكالوريوس الطب والجراحة والمدير المساعد لمركز صحة المرأة في مايو كلينك وكبيرة المؤلفين لهذه الدراسة: "إن الضعف الجنسي له أثر كبير على جودة حياة النساء. وبناءً على هذه النتائج نوصي مقدمي الرعاية بفحص مريضاتهم المصابات بالضعف الجنسي بحثًا عن التعرض لتجارب مؤذية في فترة الطفولة، وتقديم علاج متعدد التخصصات يشمل الإحالة إلى الاستشارة النفسية بحسب الحاجة. وإذا لم تعالج عواقب التعرض للأذى في فترة الطفولة بشكل كافٍ، فربما لا تنجح التدخلات الأخرى لتحسين الوظائف الجنسية".
يذكر أن الباحثون أجروا الدراسة على مجموعة تكونت من أكثر من 1,500 امرأة في فترة منتصف العمر (تراوحت أعمارهن من 40-65 عامًا، بمتوسط عمر 53 عامًا) من الذين زاروا عيادة انقطاع الطمث والصحة الجنسية للمرأة في حرم مايو كلينك بولاية مينيسوتا بين عامي 2015 و2016 لأسباب متعلقة بانقطاع الطمث والصحة الجنسية.