وجد الباحثون اختلافات كبيرة في تسع مناطق بالمادة البيضاء في الدماغ لدى الأفراد المصابين باضطراب فرط النشاط وتشتت الانتباه (ADHD)، وذلك باستخدام الذكاء الاصطناعي (AI) حيث تم تحليل فحوصات تمت عن طريق التصوير بالرنين المغناطيسي.
اضطراب فرط النشاط وتشتت الانتباه هو اضطراب شائع غالبًا ما يتم تشخيصه في مرحلة الطفولة، ويستمر حتى مرحلة البلوغ. وغالبًا ما يظهر في سن مبكرة ويمكن أن يكون له تأثير كبير على نوعية حياة الشخص وقدرته على العمل في المجتمع.
كما أنه أصبح منتشرًا بشكل متزايد في المجتمع بين شباب اليوم، مع تدفق الهواتف الذكية وغيرها من أجهزة التشتيت التي يمكن الوصول إليها بسهولة.
قد يواجه الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه صعوبة في الانتباه أو التحكم في السلوكيات المندفعة أو تنظيم نشاطهم.
التشخيص المبكر والتدخل هما المفتاح لإدارة الحالة، مع أنه من الصعب تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فغالبية أدوات التشخيص تعتمد على استطلاعات ذاتية.
فهناك بالتأكيد حاجة ماسة لمقاييس أكثر موضوعية للتشخيص.
عرض موقع (ساينس ديلي) دراسة حديثة منشورة بتاريخ ٢٩ نوفمبر ٢٠٢٣ ، وهي الدراسة الأولى من نوعها التي تطبق التعلم العميق، وهو نوع من الذكاء الاصطناعي، لتحديد علامات اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في دراسة التنمية الإدراكية للدماغ للمراهقين (ABCD)، والتي تشمل تصوير الدماغ والمسوحات السريرية وغيرها من البيانات على أكثر من 11000 مراهق. تضمنت بيانات تصوير الدماغ نوعًا متخصصًا من التصوير بالرنين المغناطيسي يسمى التصوير الموزون بالانتشار (DWI) .
وتمت الإشارة إلى أنه لم تكن الدراسات البحثية السابقة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي للكشف عن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ناجحة بسبب صغر حجم العينة وتعقيد الاضطراب.
اختار فريق البحث مجموعة من 1704 فردًا من مجموعة بيانات ABCD، بما في ذلك المراهقين المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وغير المصابين به.
باستخدام فحوصات DWI، استخرج الباحثون قياسات التباين الجزئي (FA) على طول 30 منطقة رئيسية للمادة البيضاء في الدماغ.
FA هو مقياس لكيفية تحرك جزيئات الماء على طول ألياف مسالك المادة البيضاء.
تم استخدام قيم FA من 1371 فردًا كمدخلات لتجريب نموذج الذكاء الاصطناعي للتعلم العميق، والذي تم اختباره بعد ذلك على 333 مريضًا، بما في ذلك 193 مصابًا باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه و140 غير مصابين به.
تم تحديد تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من خلال التقييم الموجز لرصد المشكلة، وهو أداة تصنيف تستخدم لمراقبة أداء الطفل واستجاباته للتدخلات.
وبمساعدة الذكاء الاصطناعي، اكتشف الباحثون أنّ قيم FA كانت مرتفعة بشكل ملحوظ في تسع مناطق من المادة البيضاء لدى الأفراد الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
هذه الاختلافات لم يتم رؤيتها من قبل بهذا المستوى من التفاصيل.
بشكل عام، تتزامن التشوهات التي تظهر في مسالك المادة البيضاء التسعة مع أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
ويعتزم الباحثون مواصلة الحصول على البيانات من بقية الأفراد في مجموعة بيانات ABCD، ومقارنة أداء نماذج الذكاء الاصطناعي الإضافية.
يشعر الكثير من الأشخاص أنهم مصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، لكن لا يتم تشخيصه بسبب الطبيعة الذاتية للاختبارات التشخيصية المتاحة.
وفّر هذا البحث خطوة واعدة نحو العثور على مؤشرات حيوية للتصوير يمكن استخدامها لتشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في إطار تشخيصي كمي وموضوعي.
