قال الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام للمنظمة، "يُستدرج الأطفال في سن مبكرة إلى شرك تعاطي السجائر الإلكترونية وقد يصبحون مدمنين على النيكوتين. وأحث البلدان على تنفيذ تدابير صارمة لمنع تعاطي التدخين لحماية مواطنيها، وخاصة أطفالها وشبابها".
وقالت منظمة الصحة العالمية أن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمراقبة السجائر الإلكترونية لحماية الأطفال والأشخاص غير المدخنين والتقليل إلى الحد الأدنى من أضرارها الصحية. ولم تثبت السجائر الإلكترونية، بوصفها منتجات استهلاكية، فعاليتها في الإقلاع عن التبغ عند متعاطيه. وبدلا من ذلك، ظهرت أدلة مقلقة على تسببها في آثار صحية سلبية.
وتسبب السجائر الإلكترونية التي تحتوي على النيكوتين إدمانا شديدا عليها وتضر بالصحة. وفي حين أن الآثار الصحية الطويلة الأجل لهذه السجائر ليست مفهومة تماما بعد، فقد ثبت أنها تولد مواد سامة، بعضها يعرف أنه يسبب السرطان والبعض الآخر يزيد من خطر الإصابة باضطرابات القلب والرئة. ويمكن أن يؤثر تعاطي السجائر الإلكترونية أيضا على نمو الدماغ وأن يؤدي إلى اضطرابات التعلم عند الشباب. ويمكن أن يؤثر تعرض الجنين للسجائر الإلكترونية سلبا على نمو الجنين لدى النساء الحوامل. كما يشكل التعرض للانبعاثات من السجائر الإلكترونية مخاطر على الأشخاص القريبين من محيط متعاطيها.
وقال الدكتور روديجر كريش، مدير إدارة تعزيز الصحة لدى المنظمة، إن "السجائر الإلكترونية تستهدف الأطفال من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والمؤثرين، وتعرض عليهم ما لا يقل عن 16000 نكهة. وتستخدم بعض هذه المنتجات شخصيات كرتونية لها تصاميم أنيقة تجذب جيل الشباب. وهناك زيادة مقلقة في تعاطي السجائر الإلكترونية في أوساط الأطفال والشباب، إذ تتجاوز حتى معدلات تعاطيها في أوساط البالغين في العديد من البلدان".
ويمكن أن يرتبط التعرض لمحتوى يتناول السجائر الإلكترونية على وسائل التواصل الاجتماعي، وإن لفترة وجيزة، بزيادة اعتزام استخدام هذه المنتجات، فضلا عن اتخاذ مواقف أكثر إيجابية إزاء السجائر الإلكترونية.
الأطفال المتراوحة أعمارهم بين 13 و15 عاما يتعاطون السجائر الإلكترونية بنسب أعلى من البالغين في جميع أقاليم المنظمة. ففي كندا مثلا، تضاعف تعاطي السجائر الإلكترونية في أوساط الأشخاص المتراوحة أعمارهم بين 16 و 19 عاما في الفترة من عام 2017 إلى عام 2022، وفي إنجلترا (المملكة المتحدة) تضاعف عدد متعاطيها من الشباب ثلاث مرات في السنوات الثلاث الماضية.
وتظهر الدراسات باطراد أن الشباب الذين يتعاطون السجائر الإلكترونية أكثر عرضة بثلاث مرات تقريبا لتعاطي السجائر في وقت لاحق من حياتهم.
من الضروري اتخاذ تدابير عاجلة لمنع الإقبال على السجائر الإلكترونية ومكافحة إدمان النيكوتين إلى جانب اتباع نهج شامل لمكافحة التبغ، على نحو يراعي الظروف الوطنية.
- في الحالات التي تحظر فيها البلدان بيع السجائر الإلكترونية، تعزيز تنفيذ الحظر ومواصلة الرصد والمراقبة لدعم تدخلات الصحة العامة وضمان الإنفاذ القوي؛
- في الحالات التي تجيز فيها البلدان تسويق (بيع واستيراد وتوزيع وتصنيع) السجائر الإلكترونية بوصفها منتجات استهلاكية،ضمان وضع لوائح صارمة للحد من جاذبية هذه المنتجات ضررها على السكان، بما في ذلك حظر جميع النكهات، والحد من تركيز وجودة النيكوتين، وفرض ضرائب عليها.
وينبغي أن تستند استراتيجيات الإقلاع عن التدخين إلى أفضل الأدلة المتاحة عن الفعالية، وأن تتماشى مع تدابير مكافحة التبغ الأخرى وأن تخضع للرصد والتقييم. وبناء على الأدلة الحالية، لا يوصى بأن تسمح الحكومات ببيع السجائر الإلكترونية كمنتجات استهلاكية سعيا لتحقيق هدف الإقلاع عن التدخين.