الوالدان وسمنة الأطفال ... رميز نصير

هناك العديد من الأسباب التي تقف وراء زيادة الوزن عند الأطفال، ولعل أبرزها تناول الكميات الكبيرة  بدون حساب من الأطعمة ومن الوجبات الجاهزة والوجبات المحتوية على كمية عالية من الكربوهيدرات حيث أنها تتحول مباشرة إلى سكر بعد هضمها ويتراكم على شكل دهون في الجسم إذا زادت عن الحد الطبيعي  خصوصاً الدهون المتراكمة حول منطقة البطن فيعاني الشخص من السُمنة حيث يصعب عليه التخلص منها إذا استمر على نفس الحال!

وفي نفس الوقت  يمضي الأطفال في اليوم ساعات طويلة في ممارسة الألعاب الإلكترونية التي لا تتطلب أي مجهود جسدي، فتراهم يجلسون لساعات وساعات أمام الشاشة ويتناولون في الوقت نفسه الحلويات أو أكياس الشيبس والشوكولاتة وغير ذلك. وهذه الفترات الطويلة من الكسل البدني وآلاف السعرات الحرارية وكمية السكريات التي يحصلون عليها تؤدي إلى ظهور الكيلوغرامات الزائدة عندهم بالإضافة إلى أن الحالة الصحية والنفسية للطفل ستتأثر.

فمن الشائع أن يتعرّض الطفل السمين إلى التنمّر والإنتقادات والسخرية من الأشخاص الذين يلتقي بهم بشكل يومي، في المدرسة أو في الأماكن الأخرى التي يرتادها، وذلك قد يجعله يشعر بالإحراج ويضعف ثقته بنفسه ويقتنع بأنه «سمين» وأن هذا الواقع لا يستطيع تغييره ويمنعه من التصرف بحرية وعلى هواه.

من هنا يجب التركيز على تربية الأطفال بطريقة تساعدهم في الحفاظ على وزن صحي وتشجيعهم على ممارسة التمارين البدنية والهوايات المتعلقة بالرياضة أو بتليين الجسد مثل الرَقص وغيره، وعلى الأهل أن يهتموا بشكل كبير بتقديم التغذية السليمة لأطفالهم وغرس العادات منذ الصغر عن كيفية تحديد الاختيارات الغذائية الصحية، وذلك للحفاظ على صحتهم الجسدية والنفسية.

ومن المفيد وجود قدوة من الأبوين لأن الطفل يتعلق بالأكل الذي يتناوله أبويه، فالحرص على تناول الطفل الطعام المتنوّع الكامل الذي يكفي احتياج الطفل من المُغذيات ولا ننسى أنه في مرحلة النمو فالطفل يحتاج الغذاء الصحي لسلامة الأعضاء والهرمونات والعضلات والخلايا والأنسجة.

فعلى الأهل توفير الغذاء الصحي الجذّاب للطفل مثل: الطبق الملوّن المكون من الخضراوات  وتشجيعهم على أكل السلطة والتنوع في الحصة المناسبة من البروتين لهم مثل السمك أو اللحم أو الدجاج، والإبتعاد عن الطبخ بالزيوت المهدرجة التي تزيد من التهابات الجسم واستبدالها بدهون صحية مثل زيت الزيتون، الزبدة أو السَمنة الحيواني، كما ينصح أيضاً بمشاركة الطفل في الطبخ فذلك يساعد على تعزيز الثقة في نفس الطفل وتشجيعه على أن يحب ما صنعه ويتناوله وهو يشعر بالفخر أنه ساهم في صنعه، كما يجب الإبتعاد عن المشروبات الغازية لأنها تحتوي على نسبة عالية جداً من السكر مما يتسبب في رفع هرمون الإنسولين (المسؤول عن الحرق) فمن الممكن استبدالها بالمياه المعدنية أو المياه الغازية أو حليب طازج بدون إضافة محلى حتى لا يتعود الطفل على الطعم الحلو منذ الصغر. أيضاً مهم التقنين من أكل الوجبات الخفيفة «السناكات» العالية في السكريات مثل الشوكلاتة والشيبسات والحلويات وممكن استبدالها بالفواكه مثل الفراولة أو التوتيات لأنها تحافظ على مستوى هرمون الإنسولين. ويفضل الحد أو تقنين الأكل من خارج المنزل قدر المستطاع بحزم لأنه في أغلب الأحيان يحتوي على مواد مصنعة وقد تضر الصحة. 

ومن الضروري تحديد وقت معين لمشاهدة التلفاز واللعب في الأجهزة الذكية التي تتطلب عدم الحركة والجلوس لفترة طويلة أمام الشاشة ونستبدلها بتخصيص أوقات للحركة مثل تشجيعهم على القيام بنشاط يومي كالمشي أو لعب كرة القدم، أو السلة، أو ممارسة أي نشاط رياضي مفضل للطفل قد يساعده على الوصول للوزن والشكل المناسب وسيشعر بالسعادة وتعزيز الثقه في نفسه ويستطيع أن يُكوِّن صداقات ويسهل عليه تحقيق أهدافه.

وأخيراً وليس آخراً على الأهل تقبل هيئة الطفل كما هي وعدم تأنيب ضميره وتوبيخه بل يجب عليهم احتواء الطفل وتعزيز ثقته بنفسه ومساعدته في ايجاد حلول للتمتع بحياة صحية مليئة بالإنجازات وتحقيق الذات.

 

رميز نصير

أخصائية تغذية

المملكة العربية السعودية