د. تقي الصباح : الذكاء الاصطناعي يصور نتائج العلاج قبل البدء

الذكاء الاصطناعي (AI) التقنية النامية والمتسعة التي دخلت العديد من المجالات ومنها عالم الطب في السنوات الأخيرة الماضية بخطى ثابتة. تعريف هذا الذكاء صعب نسبيًا، ولكن يمكن القول أنه عملية لتقليد الذكاء البشري على أساس برنامج كمبيوتر ديناميكي، يتكون من خوارزميات.

د. تقي الصباح طبيب الأسنان المتخصص في تجميلها وظّف الذكاء الاصطناعي في عيادته واستثمر جزءًا من طيف واسع من خدمات الذكاء الاصطناعي في مجال طب الأسنان.

وقال لـ "الطبي": "أصبحتُ أكثر قدرة على وضع نتائج العلاج أمام المرضى قبل أن أبدأ الخطوة الأولى من العلاج بفضل ماسح ضوئي، وبرمجيات تُري المريض شكله بعد العلاج في أول زيارة له للعيادة".

 

ماسح ذكي وصورة مستقبلية

وأوضح د. تقي وهو مؤسس مركز الصباح للأسنان: «دخل الذكاء الاصطناعي مجال طب الأسنان منذ زمن ليس بالبعيد وساهم في إنتاج صور للمريض توضح نتائج العلاج في زيارته الأولى، وتسهم التقنيات الجديدة في صناعة نموذج لشكل الأسنان بعد العلاج تطبعها مختبرات أسنان متخصصة». وواصل: «ولله الحمد نجحنا في إدخال هذه التقنيات للمركز قبل ما يقارب 8 أشهر. وفي زيارة المريض  الأولى للمركز نتعرف على رغبة الشخص كالحصول على ابتسامة هوليوود، أو الحاجة إلى التخلص من الفراغات أو تعديل التزاحم بين الأسنان أو التخلص من مشاكل الإطباق في الفك  ونقيّم حالته ونضع هذه البيانات إضافة لصورة الأسنان بماسح ضوئي في أحد برمجيات الذكاء الاصطناعي، وتظهر خطة العلاج وينتج صورة لشكل الوجه بعد العلاج في دقائق معدودة وبشكل مبسط غير تفصيلي، حيث يتم إعداد الخطة التفصيلية للعلاج والتصوير الدقيق بعد الحصول على القبول المبدئي من المراجعين».

وبيّن أثر ذلك قائلًا: «من أعظم آثار هذه الخدمة الدقة في العمل، ووضع أدلة ملموسة على نتيجة العلاج بين يدي المريض قبل البدء في أي إجراء، فالمريض يرى صورة فوتوغرافية لشكل أسنانه بعد العلاج الذي قد يمتد لسنة، ويلمس شكلها باستخدام تركيبات مؤقتة ينتجها مختبر أسنان بناءًا على الخطة العلاجية التي وضعناها، ويتم تثبيتها للمراجع ليرى نتائج العلاج ويمكنه أيضا أن يتناقش مع أقاربه في نتيجة التي سيحدثها العلاج قبل مباشرة أي خطوة علاجية». وأضاف: «قد تكون النتائج غير مرضية للمريض، ويطلب حلًا علاجيًا آخر، هنا نضع خطة علاجية أخرى. كل ذلك يجنب المريض مسيرة علاجية بما فيها من آلام وتكاليف مالية، وهدر للوقت. وهذا يعزز من ثقة المريض بالطبيب وبنتيجة العلاج».

وضرب د. تقي مثالًا على ذلك قائلًا: «مؤخرًا زارت العيادة فتاة تعاني من عدم تطابق الفكين مع وضوح لتأخر الفك السفلي عن الفك العلوي، وجاءت تحمل معها استشارة طبية بإجراء عملية جراحية لتصحيح وضع الفك ولكنها رفضت بشكل كلي أي إجراء جراحي بعد إجراء الفحوصات ووضع خطة العلاج بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي طرحتُ أمامها خيار ثانٍ وهو استخدام التقويم الشفاف Invisalign لتصحيح المشكلة». وأكمل: «لمستُ رفضا وشبه تردد للخيار المطروح لأنها قارنته بالخيار الجراحي . ولم أكن بحاجة لأكثر من تشغيل فيديو رقمي – لا تتجاوز مدته الدقيقة الواحدة - لمحاكاة العلاج الذي يمتد لحوالي 14 شهرًا ويوضح فيه دور التقويم الشفاف في تصحيح موقع الفك وصولًا لتطابقهما. حينما رأت الفتاة نتيجة العلاج تركت الخيار الجراحي وبالفعل بدأنا معها رحلة العلاج».

سرعة مع دقة وجودة عاليتين

وبيّن د. تقي أن استثمار الذكاء الاصطناعي في طب الأسنان بحاجة لتدريب على استخدام الأجهزة كالماسح الضوئي أحد أكثر الأدوات شهرة، والتعامل مع البرمجيات، ومعرفة واسعة بأساسيات الابتسامة الجميلة العنصر الأساسي الذي لا يمكن إغفاله.

وقال: «تشتهر ابتسامة هوليوود في عالم تجميل الأسنان، ولكنها واحدة من خيارات تجميلية واسعة، كما أن تطبيقها على المريض يجب أن يراعي عدة نقاط منها قسمات الوجه، وجنس المريض رجل أو امرأة، حجم الأسنان وغيرها. هذه العوامل المتعددة يضعها طبيب الأسنان نصب عينيه عند رسم خطة العلاج». وأضاف: «هذه المهارة يوظفها الطبيب بشكل جيد عند الحصول على الخطة العلاجية التي يقدمها العقل الإلكتروني الكبير الذي يحلل البيانات إضافة إلى استشارات من قبل أطباء مشتركون في المنصة الذكية حيث لا غنى لطبيب الأسنان عن استشارات نظراءه في التخصصات الأخرى، فطب الأسنان اليوم أصبح متعدد التخصصات».

ولفت إلى أن هذا سهَّل على طبيب الأسنان الحصول على استشارات من أطباء أسنان في تخصصات متعددة في فترة قصيرة جدًا.

وحول تأثير هذه التقنيات الجديدة على كلفة العلاج، أجاب: «قد يرفع ذلك من كلفة العلاج بشكل نسبي بسيط ، ولكنه يحقق نتائج عالية الأثر للمريض أولًا وللطبيب ثانيًا من ناحية جودة العلاج فهو يقلل هوامش الخطأ في الرحلة العلاجية ابتداءًا من التشخيص ومرورًا بتصنيع القوالب التي تصل بالمريض للنتيجة التي توقعها، إضافة للسرعة في تنفيذ المراحل مع الحفاظ على مستويات عالية من الدقة».

وختم بالقول أن الذكاء الاصطناعي رفع من نسبة الجودة في العلاج، وقلل من مدة العلاج. وقال: «والأهم استطاع تقديم صورة ملموسة للحلول العلاجية الواقعية للمريض قبل البدء بأي إجراء علاجي ويجعل المريض راضيًا بالعلاج ونتائجه».