لتقديم الأفضل والجديد من البرامج العلاجية ... د. الريس:خيارات جراحية متطورة وحديثة لعلاج سرطان الثدي بالمملكة

قالت استشاري جراحة الأورام وأورام الثدي في مستشفى الكندي د. أمل الريس أنها ستواصل العمل على تطوير ما تم اعتماده حتى اليوم من الخيارات الجراحية المقدمة لمرضى سرطان الثدي، الأمر الذي تم البدء بالعمل عليه منذ العام 2010 وذلك بوضع وتقديم العمل ببروتوكول فحص الغدد الحارسة للمرة الأولى في المملكة ومن ثم تبعتها تغييرات شاملة تتعدى ضمان الشفاء إلى تحسين جودة الحياة والنتائج الجمالية للمصابات بسرطان الثدي.

وبينت أن افتتاح وحدة تشخيص وجراحة الأورام  في مستشفى الكندي تعتبر تجربة نوعية مميزة حيث تتيح للمصابين بأورام الثدي وغيرها من الأورام وعلى الأخص أورام الجهاز الهضمي والغدة الدرقية وأورام الأنسجة اللينة حلولًا تشخيصية وعلاجية تحت سقف واحد. وشددت في اللقاء مع الطبي على أهمية الدعم الأسري والمؤسسي والمجتمعي في نجاح رحلة علاج المصابات.

 

وفصلت د. الريس في الحوار التالي عن البرامج العلاجية المتاحة في الوحدة:

  1. ما هي الخطوات الوقائية التي يجب اتخاذها للعناية بصحة الثدي؟

العناية بصحة الثدي مسؤولية المرأة الذاتية، إذ يجب أن تكون على دراية بأساسيات الفحص الذاتي للثدي، وننصح النساء القيام بهذا الإجراء مرة شهريًا أو كل ٣ شهور على الأقل باختلاف الفئات العمرية، ويتطلب عند عمر الأربعين البدء بالفحص الإكلينيكي والذي يتبعه الفحص بأشعة الماموغرام، إذ تستدعي بعض الحالات فحوصات إضافية ومنها اللجوء لأخذ خزعة  - إن تطلب الأمر- وعليه ننصح السيدات فوق سن الأربعين بالالتزام بالكشف المبكر سنويًا أو كل سنتين بحسب الخطة الموضوعة بالتشاور مع الطبيب المختص والتي تبنى بحسب عوامل الخطر، وهي تختلف بين امرأة وأخرى؛ فالنساء اللواتي يصنفن ضمن فئة الخطورة العالية لوجود عامل وراثي أو تاريخ عائلي تتبع كل منهن خطة متابعة للكشف المبكر في عمر يسبق الأربعين وبحسب ما يراه الطبيب المختص.

 

  1. هل الفحص الجيني من بينها؟

هناك اختبارات كثيرة للتعرف على صحة الثدي يختار منها الطبيب ما يتناسب مع الحالة الصحية للشخص. الفحص الجيني من الفحوصات التي تُجرى اليوم لجميع النساء اللاتي تم تشخيصهن بسرطان الثدي في عمر تحت الخمسين عام أو ممن  لديهن سجل عائلي للإصابة بسرطان الثدي، ومع التطور الملحوظ في علم الجينات الوراثية الذي نشهده اليوم وتوفر المختبرات الجينية بالمملكة أصبح اليوم بالإمكان لكل الراغبات بالتعرف على خارطتهن الوراثية طلب الفحص سواء لسرطان الثدي أو غيره من السرطانات أو حتى الأمراض الأخرى.

 

  1. كيف تقيمين تجاوب المجتمع البحريني مع حملات التوعية بصحة الثدي؟

المجتمع البحريني يعتبر من المجتمعات المثقفة والتي تتمتع بوعي صحي في مجالات عديدة، وهناك الكثير من الضوء المسلط بالأخص على موضوع التوعية بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي إذ تقدر نسب الإصابة في البحرين بـ 61 حالة لكل 100,000 نسمة.

انطلق برنامج الكشف المبكر بمراحله الأولى في العام 2005، ونما الإقبال عليه منذ أن قمنا في العام 2013 بتطوير البرنامج حيث استلمتُ رئاسة اللجنة الوطنية لبرنامج الكشف المبكر بوزارة الصحة بين عامي 2013-2021، وتم العمل على ربط الرعاية الصحية الأولية ودورها في تعزيز الوعي المجتمعي مع الرعاية الثانوية. ويسهم الكشف المبكر في خفض نسب الوفيات المرتبطة بسرطان الثدي محليًا بـ 21 حالة لكل 100,000 نسمة.

 

  1. عرفينا على تقنيات التشخيص في وحدة تشخيص وجراحة الأورام؟

وحدة تشخيص وجراحة الأورام في مستشفى الكندي طموح تحول لواقع هدفه تذليل سبل الحصول على تشخيص دقيق وسريع ومن ثم وضع الخطة العلاجية وإجراء الجراحات المطلوبة وذلك باتباع أعلى المقاييس العالمية لعلاج الأورام كل ذلك تحت سقف واحد، تبدأ الرحلة مع الاستشارة من قبل استشاريين متخصصين للتعرف على الحالة الصحية للمريض مرورًا بالتشخيص والعلاج إن ثبتت الإصابة بالورم.

تدار الوحدة من قبل فريق اختصاصي وهي مزودة بأحدث أجهزة الأشعة التي تعد الأكثر تطورًا كجهاز الماموغرام ثلاثي الأبعاد ذو الدقة العالية والمزود بمحطة عمل للقيام بعمل الخزعات إذا تطلب الأمر، تقدم هذه الخدمة بشكل حصري في مستشفى الكندي في القطاع الخاص في المملكة ذلك بالإضافة إلى أشعة الموجات فوق الصوتية إضافة إلى جهازي الأشعة المقطعية والأشعة المغناطيسية.

كل هذه الأجهزة تحت سقف واحد تساعد في سرعة التشخيص وإظهار النتائج خلال 48 ساعة، والبدء بخطة العلاج بعد 5 – 6 أيام من موعد الاستشارة الأولى.

 

  1. ما هي الخيارات العلاجية الغير الجراحية للمصابات بأورام الثدي؟

بداية يجب أن أؤكد أن العلاج الجراحي هو الركيزة الأساسية في علاج سرطان الثدي، تطورت جراحات الثدي في العقدين الأخيرين وذلك لمنح المريضة نتائج علاجية وجمالية عالية. كما تم تطوير العلاجات المساندة وعلى الأخص العلاجات الموجهة البيولوجية والتي تهدف لعلاج الخلايا السرطانية دون غيرها من الخلايا الطبيعية بالجسم. نطمح أن تكون هذه العلاجات هي مستقبل علاج السرطان، في الوقت الراهن يلعب العلاج الكيماوي والهرموني كما والعلاج الاشعاعي دورًا ويحدد كل منها بما يتناسب مع نوع ومرحلة الورم لكل مريضة على حدة. وساهمت هذه العلاجات الكيميائية والموجهة والاشعاعية في تحسين نتائج العلاجات الجراحية المقدمة حيث تستبدل الاستئصال الكلي للثدي بجراحات الاستئصال الموضعي.   

 

  1. ما هي أنواع جراحات استئصال أورام الثدي؟

تقدمت جراحات أورام الثدي بشكل كبير وأصبح الجراح قادرًا على اقتصار الجراحة على  الورم المشخص مع المحافظة قدر الإمكان على الأنسجة والشكل ووظائف بعض المكونات  كالغدد اللمفاوية.

وأود أن أشير إلى أن الخيار العلاجي هو قرار مشترك بين الطبيب المعالج / الجراح الذي يعرض الخيارات العلاجية المناسبة والممكنة، وعلى المريضة المشاركة في القرار بناءًا على ما يناسبها من دون التعرض أو التأثير على أساسيات علاج الورم والذي يأتي في المرتبة الأولى.

 

  1. متى يستغني الطبيب عن الجراحة؟

كما أسلفت، الجراحة هي الخيار الأول في علاج الأورام لكن هناك حالات غير لائقة صحيًا للخضوع للإجراء الجراحي أو في حال أورام المرحلة الرابعة حيث وجود انبثاث للورم خارج منطقة الثدي  وهذا ما يقرره جراح الأورام ويتم المصادقة عليه ضمن اجتماعات المجلس الوطني لعلاج الأورام وهو فريق مكون من أطباء في تخصصات مختلفة يقوم بتحديد المسار العلاجي لكل حالة. هنا نطرح البرامج العلاجية الأخرى كالعلاج الهرموني أو البيولوجي تحت مظلة ما يعرف بالعلاج  التلطيفي.

 

  1. أين يقع دور الدعم الأسري والنفسي في البرنامج العلاجي؟

سؤال مهم، تؤثر أورام الثدي في المرأة على صعيدين، الأول صحي والآخر يتعلق بالتغيير في ما يعرف بالتغيير الجسدي والجمالي.

خلال عملي في هذا الحقل شهدتُ أثر الدعم الأسري الإيجابي وخصوصًا من شريك الحياة، تحتاج  المرأة كل الدعم النفسي الذي يوفر لها الشعور بالاطمئنان والأمان ما يسهم في نجاح رحلتها العلاجية، نتعرض بعض الأحيان إلى حالات تفتقر فيها المصابة إلى ذلك ما يؤثر سلبًا على مخرجات العلاج مع الأسف.

 

  1. هل من كلمة أخيرة؟

وحدة تشخيص وجراحة الأورام في مستشفى الكندي تجربة نوعية تضع بين المصابين بأورام الثدي وأورام الجهاز الهضمي حلولًا تشخيصية وعلاجية تحت سقف واحد.

سنواصل العمل دائمًا لتقديم الأفضل والجديد من البرامج العلاجية. أؤكد على أهمية الفحص المبكر للثدي، وأهمية اختيار المريض للوجهة الصحيحة التي تكفل له العلاج الآمن.


pdfmedical