هل سمعتم عن الحساسية الموسمية؟ هل لها علاقة بصعوبات التعلم؟
ستكشف لنا السطور الآتية إجابات هذه الأسئلة...
تُعد الحساسية الموسمية حالة شائعة، وتُسمى أيضًا بحمى القش. وتحدث الحساسية الموسمية في أوقات معينة من السنة، ولا سيما في الربيع أو الصيف أو الخريف، وذلك بحسب المادة التي يتحسس منها الشخص. وتظهر الأعراض بشكلٍ رئيسي في الغشاء المبطن للأنف، ممَّا يَتسبَّب في التهاب الأنف، أو الغشاء المبطن للأجفان.
يمكن أن تسبب الحساسية الموسمية إزعاجًا للأطفال وكذلك البالغين. وفي بعض الأحيان عند ما يصاب الطفل بهذه الحساسية، يحدث خلط بين أعراض الحساسية الموسمية وعدم الانتباه أو صعوبات التعلم.
توضح الدكتورة ماريا جارسيا لوريت اخصائية الحساسية عند الأطفال في مقال منشور في موقع الأخبار الطبية وعلوم الحياة أنّ بعض الأعراض المميزة لصعوبات التعلم أو المشكلات السلوكية، مثل التململ وصعوبة التركيز، يمكن أن تنشأ من عدم ارتياح الطفل بسبب الحساسية الموسمية.
فغالبًا ما تتسبب الحساسية في تهييج الأطفال لدرجة عدم ارتياحهم أثناء جلوسهم، أو لمس وجوههم باستمرار. وقد يعاني هؤلاء الأطفال أيضًا من الصداع بسبب احتقان الأنف وضغط الجيوب الأنفية.
إنّ مثل هذه الأعراض يمكن أن تؤدي للتململ وعدم الانتباه في المدرسة، وهو ما قد ينسبه المعلمون وأولياء الأمور خطأً إلى اضطراب التعلم بدلًا من الحساسية. قد يواجه الطفل المصاب بالحساسية صعوبة في الانتباه أو التركيز على الواجب المدرسي إذا كانت حساسيته شديدة.
أحد الأسباب التي تكمن وراء صعوبة فهم الآباء للسبب الجذري لمثل هذه الأعراض، هو أنّ الأطفال غالبًا ما يواجهون صعوبة في إيصال ووصف الأعراض بالتفصيل.
عند التشخيص، غالبًا ما يتم سؤال الآباء الذين يعاني أطفالهم من أعراض الحساسية سلسلة من الأسئلة حول شدة تلك الأعراض؛ لتحديد ما إذا كانت مرتبطة بالحساسية الموسمية. يمكن أن تشمل هذه الأسئلة: كيف يكون أداء الطفل في المدرسة؟ وما إذا كان الطفل ينام جيدًا، وما إذا كان الطفل يعاني من التهابات متكررة في الجيوب الأنفية والأذن، ومدة استمرار الأعراض على الطفل.
يمكن أن تستمر أعراض الحساسية الموسمية لفترة أطول مما قد يتوقعه الناس. حتى إذا ظهرت الأعراض على الطفل على مدار العام، فلا يزال من المحتمل أن تكون الحساسية الموسمية هي السبب؛ لأن الشخص قد يتحسس من أكثر من مادة أو نبات في أكثر من فصل من فصول السنة.
ومما يجدر بالإشارة، أنّ صعوبات التعلم والحساسية الموسمية ليستا متعارضتين. يمكن أن يعاني الأطفال من كليهما، وعلاج الحساسية الموسمية بالطبع لن يعالج صعوبة التعلم، لكن من المهم عدم الخلط بين الأعراض.
وهذا يقودنا للمثل القائل: "الانطباع الأول ليس صحيحًا دائمًا"، فالتشخيص الدقيق يكشف لنا الحقائق المكنونة.
ريحانة حبيل
اختصاصية صعوبات تعلم
عضو المختبر الإبداعي