العلاج بالأوكسجين من الأسطوانات للأجهزة المحمولة

شكل احتياج أكثر من نصف مليون شخص من المصابين بمرض كوفيد - 19، وخاصة في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، إلى العلاج بالأوكسجين كل يوم، تحديًا جديدًا في مكافحة انتشار الفيروس التاجي.

وتشير التقديرات إلى أن أكثر من نصف مليون شخص حول العالم - وعلى وجه الخصوص في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل - يحتاجون حاليًا إلى أكثر من 1.1 مليون أسطوانة من الأوكسجين يوميًا. وهذا أكثر من ثمانية ملايين متر مكعب في اليوم في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل فقط.

متى بدأ العلاج بالأوكسجين وكيف تطور؟

تعرف الأطباء قبل قرون على الدور الكبير الذي يلعبه الأوكسجين في العلاج، ويعد توماس بيدوس أبو العلاج التنفسي وأستعان بجيمس وات لتوليد الأوكسجين والغازات الأخرى، وافتتح معهدًا للهواء المضغوط في بريستول بإنجلترا عام 1798، باستخدام الأوكسجين وأكسيد النيتروز لعلاج الربو وفشل القلب الاحتقاني وأمراض أخرى.

وقال جون إي هيفنر في الدراسة التي نشرها في مجلة رعاية الجهاز التنفسي تحت عنوان "قصة الأكسجين" أن الاستخدام الفعّال للأوكسجين في الممارسة السريرية تطلب وقتًا حتى ابتكر Arbuthnot Lane في عام 1907 أنابيب مطاطية كانت بمثابة قسطرة أنفية لتوصيل الأوكسجين، وطور جون سكوت هالدين (الذي وصفه مقال في المجلة الهندية للتخدير بأبي العلاج بالأوكسجين) تصاميم لأقنعة الأوكسجين الحديثة، واخترع ليونارد هيل خيمة الأوكسجين في عشرينيات القرن الماضي.

وكتب ستيف دي غينيرو في مقال نشره في موقع جمعية الجودة في الرعاية الصحية أن العلاج بالأوكسجين في المستشفيات والمصحات والمرافق الصحية أصبح واسع الاستخدام بحلول ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين، مع الاستمرار في علاج مرضى الحالات الحادة في المستشفيات، وعلاج الحالات المزمنة مثل السل في المصحات. ولفت إلى أن الأوكسجين لم يكن متاحًا بسهولة في المنزل.

العلاج المنزلي

وأشار إلى أن التطورات في الخمسينيات مهدت الطريق للعلاج بالأوكسجين في المنزل، وكانت شركات الغاز الصناعي توصل أسطوانات الأوكسجين إلى منازل المرضى.

التكاليف العالية بحسب دي غينيرو كانت وراء تطوير نظام فريد لتوصيل الأوكسجين للاستخدام المنزلي في السبعينيات مما أحدث ثورة في العلاج بالأوكسجين المنزلي باختراع مُكثّف الأوكسجين الذي كان عبارة عن آلة كبيرة تقوم بترشيح الأوكسجين من هواء الغرفة. كانت الآلة وما زالت عبارة عن ضاغط يمتص الهواء، وتستخلص الأوكسجين بواسطة طبقات من المرشحات التي ترشح النيتروجين والمكونات الأخرى، وتخرج الأوكسجين النقي نسبيًا.

المكثفات في سبعينيات القرن الماضي تشبه أجهزة تلفزيون الكونسول، وكانت تزن مائة رطل أو أكثر وتستهلك الكثير من الطاقة الكهربائية، وكانت تحتاج لصيانة من قبل فني، وفقًا لدي غينيرو.

 

أكثر كفاءة

في الثمانينيات والتسعينيات، تحسنت تقنية المكثف بسرعة، وأصبحت أصغر وأكثر كفاءة.

وبدأت الشركات منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، إنتاج مكثفات الأوكسجين المحمولة التي تنتج عادة ما يعادل لترًا واحدًا إلى خمسة لترات في الدقيقة من تدفق الأوكسجين المستمر، وتعمل بنظام تدفق النبض أو "تدفق الطلب" لتوصيل الأوكسجين فقط عند استنشاق المريض.

وقال دي غينيرو أن الوحدات الأكثر أناقة وخفة وزنًا وفعالية تظهر كل عام، وأصبحت ذات نسب أمان عالية لدرجة يمكن للمريض حملها معه في رحلة سفره على متن الطائرة. وأضاف أن الاتجاه الجديد في تصنيع المكثفات يسعى لتزويدها بمستشعرات لمراقبة الوحدات عن بُعد، ودمج العلاج بالأوكسجين المنزلي والتطبيب عن بُعد وأصبح النموذج القديم للفحوصات الشهرية والتوصيلات الأسبوعية شيئًا من الماضي.