ذلك الطيف،،، زينب أحمد جاسم

اضطراب طيف التوحد الذي يعتبره البعض شبحًا غامضًا أو غولاً مجنحًا؛ هو ليس كما يتصورونه، ورغم أنه لا يوجد بين أيدينا أي عقار للتداوي، إلا أن لدينا قلوبًا تحتوي أطفالنا وهي ثابتة لا تنحني للريح .

نظرات كثيرة، وإتهامات أكثر، بأن هذا الطيف هو عقاب وجريمة كبرى لخطيئة ما، أما آن لتلك الترهات أن تندثر؟

أما آن لطيف للتوحد أن لا يظلم أكثر؟

وأن يستوعبه البشر، أن يحترم ويحب بقدر المجرة؟

أحيانًا لا نحتاج لتثقيف الآخرين، بل لحب العائلة لسعة صدر الأب القادم من عمله من آخر الليل، والذي يحتاج للنوم جدًا ولا يمكنه ذلك بسبب صراخ ابنه ورفضه ارتداء ملابسه .

أحيانًا نحتاج لتفهم أخ نثر أخاه التوحدي محتويات حقيبته في نوبة غضب .

أحيانًا نحتاج لتفهم صديقات أمٍ لم تلبِ دعواتهن في كثير من المناسبات خصوصًا بعد كسر مزهرية إحدى الصديقات .

نحتاج لتفهم عائلة رفضنا تقديم الحلويات والكثير من النشويات للطفل الذي يعاني من فرط الحركة بالإضافة لطيف التوحد .

نحتاج لجيران يستوعبوا صراخ ونط طفل رفض أهله إعطاءه جهازه الذكي لتهذيب أحد سلوكياته .

نحتاج لحارس أمن في أحد المجمعات يحترم طفل يتسوق مع والدته ويزعجه ضجيج المارة وقهقهات من يقف وراءه .

نحتاج لبائع يحترم نثر بعض من محتويات الأرفف وإنحناء والد الطفل لإعادة كل شئ كما كان .

نحتاج لسائق يحترم سيارة توقفت فجأة بسبب قيام ابنهم التوحدي بإغلاق عيني سائقها .

نحتاج لتشريعات، وحقوق، وقوانين حكومية تزهر بها الحياة لا تتراجع بهم للوراء .

نحتاج لمجتمع يبتسم، ويحترم كل ما يشعر به طفل يعاني من اضطراب من رهبة الأماكن، من تلك اللمسات، من وهج الأضواء، وصرير الأبواب، وضجيج الأغاني، لمجتمع يأخذ بيد والدين أحبا طفلهما التوحدي.

 

 

زينب أحمد جاسم

أم لطفل توحدي