د. مدن: صيام الحامل.. مشروط

يحل شهر رمضان المبارك في هذا العام في ظرف استثنائي يسوده تفشي جائحة فيروس كورونا COVID – 19   الذي رفع من الإجراءات الوقائية في العالم ومملكة البحرين لمستويات متقدمة احترازًا من انتشار الفيروس بين الناس على نطاق واسع.

الشهر الفضيل مميز ويحتاج استعدادات صحية تمكن الصيام من الالتزام بالأمر الإلهي والتقرب إلى الله بأداء هذه الفريضة مع الحفاظ على تمام العافية، إضافة لتحصيل الفوائد التي تعود بالنفع على صحة الفرد.

د. سميرة مدن استشارية أمراض نساء وولادة وعقم وأطفال الأنابيب تناولت في لقائها مع "الطبي" صحة المرأة الحامل أثناء أدائها فريضة الصيام، مؤكدة وهي المدير الطبي لمركز إيفا الطبي على أهمية استشارة الطبيب قبل حلول الشهر الفضيل للحفاظ على سلامتها وسلامة الجنين.

 

تفاصيل اللقاء في الأسطر التالية:

كيف للمرأة الحامل الصيام مع الحفاظ على صحتها وصحة جنينها؟

الشريعة السمحاء أحلت الإفطار للمضطر، ومن المعروف حاجة جسم المرأة والجنين خلال فترة الحمل للتغذية الجيدة والتي قد لا تستطيع الحامل ضمان الحصول عليها بصورة مثالية أثناء الصيام.

فالمرأة التي تتمتع بصحة جيدة ووزن مثالي ولا تعاني من أي أمراض يمكنها الصيام دون أي مشاكل أو خطر على صحتها أو صحة جنينها بإذن الله.

والعكس تماماً فإن المرأة الضعيفة الهزيلة الجسد، ومن تعاني من فقر الدم أو لا تستطيع إتباع نظام غذائي جيد، أو ذات حالة صحية خاصة مصاحبة للحمل فإنه لا يُستحسن صيامها مطلقاً ولها أن تظفر بالعفو الديني بالإفطار خلال شهر رمضان والقضاء بعد الولادة.

 

هل يؤثر الصيام على المرأة في الأشهر الأولى من الحمل؟

قد يتزامن شهر رمضان الكريم مع أسابيع حمل المرأة الأثني عشر الأولى (أي الشهور الثلاث الأولى من الحمل) والتي تعاني فيه عدد كبير جداً من النساء من ردة فعل الحمل المبكرة من غثيان وتقيؤ وتعب ودوار وغيره. ونفضل كأطباء أخذ المشورة الطبية قبل حلول الشهر المبارك.

 

ما هي النصائح التي يمكنك توجيهها للمرأة؟

  • احرصي على وجبة السحور التي يجب أن تكون مكوناتها تتناسب مع احتياجاتك الغذائية كالكربوهيدات المركبة مثل أنواع الحبوب المختلفة والغذاء الغني بالألياف مثل الفواكه والخضراوات والذي له أن يقيكِ من الإمساك كذلك.
  • تجنبي أكل الحلويات، لأنها تسبب ارتفاع مفاجئ في نسبة السكر في الدم الأمر الذي يشعركِ بالتعب والخمول الشديد والدوار فور انخفاضه.
  • تجنبي الأكل المقلي وعالي الدهون، واستبدليه بأكل أكثر صحة وأقل دسماً مثل البطاطا وغيرها.
  • احرصي على الحصول على كميات كافية من البروتين من اللحوم والسمك أو البيض والأجبان أو المكسرات والتي تعتبر مهمة جداً لك ولطفلك .
  • احرصي على شرب كميات كافية من الماء (ما يقارب لترين من الماء) خلال فترة ما بين الإفطار وحتى الإمساك.
  • إياكي أن ترهقي نفسكِ بأداء واجباتك العملية أو المنزلية خلال فترة النهار، وتوقفي مباشرة عن الصيام اذا ما احسستي بالدوار أو بالإعياء الشديد أو لاحظتي نقص واضح في وزنك أو شعور مستمر ومتزايد بالتعب والإرهاق.

 

ما هي الأعراض التي تجبر المرأة على الإفطار؟

تقييم المقدرة على إكمال الصوم أو الإفطار يحددها الفرد نفسه فهو الأعلم بحالته الصحية، ولكن هناك أعراض تجبر الحامل على الإفطار يجب الالتفات إليها ومنها:

 انخفاض ضغط الدم، والشعور ببرودة الاطراف، الغثيان، وعدم القدرة على القيام بأي مجهود، أو الشعور بأوجاع في الظهر والبطن، التي من الممكن أن يترتب عليها إجهاض أو ولادة مبكرة.

إذا شعرت الحامل بهذه الأعراض فعليها بالإفطار وعدم اكمال صيامها واللجوء للطبيب إذا لزم الأمر.

 

ماهي الأسباب التي تحول دون صيام الحامل؟

هناك بعض الحالات التي يمنع فيها الصيام للمرأة الحامل ومنها:

إذا كان الجنين لا ينمو بشكل طبيعي، أو في حال كانت الحامل تعاني من مرض السكر وتأخذ جرعات أنسولين، لكن اللاتي استطعن ضبط مستوى السكر فيمكنهن الصيام تحت إشراف الطبيب.

المرأة الحامل التي تعاني من أمراض القلب وتأخذ أدوية للسيولة لا يناسبها الصيام، وكذلك التي تعاني من مضاعفات الأنيميا، مثل إصابات فطرية أو ميكروبية بالجهاز التنفسي يجب عليها الإفطار للحصول على جرعات من الفيتامينات وأحياناً تحتاج إلى نقل دم.

أما الحامل التي تعاني من أنيميا بسيطة فيمكنها الصوم، مع تعويض نقص الحديد في الإفطار بالإكثار من تناول البيض واللحوم مع تناول الأدوية، أما إذا كان الجنين سيتعرض لأذى فيجب عليها الإفطار.

 

هل من كلمة أخيرة؟

أوجه نصيحة للنساء اللاتي يلجأن إلى استخدام بعض الأدوية بأنواعها لتثبيط نزول الحيض أو تأخيره خلال شهر رمضان أو في مواسم الحج والعمرة.

تناول الأدوية المكونة من هرمونات الإستروجين والبروجسترون لتأخير الدروة بشكل غير متكرر، ولوقت محدد، وبطريقة صحيحة، وحسب الحالة الشخصية لكل امرأة، وتحت إشراف طبي، وتخطيط مسبق يعتبر إلى حد ما آمن في معظم النساء، ولكن قد ينتج عن ذلك أعراض جانبية مثل الصداع والغثيان أو حتى حدوث مضاعفات كالنزيف المهبلي والتي تختلف حسب نوع الدواء المستخدم.

كما أود التذكير أن هذه الأدوية لا تتناسب مع بعض الحالات المرضية كالمصابات ببعض أمراض أمراض الثدي أو أمراض تخثر الدم أو من يستعملن أدوية لحالات مرضية أخرى، حيث يمكن أن يحدث تداخل في عملية إمتصاص الأدوية. لذلك تذكري استشارة طبيبة عند إختيارك لاستخدام الأدوية لمنع نزول الحيض خلال شهر رمضان، وذلك لاختيار أفضل خطة علاجية مناسبة لحالتك الصحية.

وأتمنى للنساء صومًا مقبولاً وصحيًا في الشهر المبارك.