تقنية الرنين المغناطيسي الوظيفي، بوابة لدراسة الدماغ ... زهراء عبدالله

منذ العام 1991م، فُتِحت آفاق دراسة نشاط الدماغ ببداية استخدام تقنية الرنين المغناطيسي الوظيفي التي تتيح للأطباء والباحثين قياس ورسم خرائط نشاط الدماغ بصور عالية الدقة دون الحاجة إلى تدخل جراحي. لتستمر الأبحاث بعدها في طرق استخدام هذه التقنية لدراسة التشريح الوظيفي للدماغ مثلًا وصولًا إلى فهم أفضل لأمراض إدراكية وعصبية وغيرها.

تستخدم هذه التقنية جهاز تصويرالرنين المغناطيسي نفسه وترتكز على الآلية ذاتها في التقاط الصور بوجود المجال المغناطيسي وأشعة الراديو. غير أن هذه التقنية تستخدم خاصية إضافية تعتمد على مستويات الأوكسجين في الدم التي تزداد بزيادة النشاط العصبي في الخلايا لتعطي إشارة مغناطيسية مختلفة قليلًا يمكن للجهاز أن يلتقطها.

تساعد هذه التقنية الباحثين على دراسة الأمراض العصبية والإدراكية، فحسب إحصائية دولية عام 2015، فإن الولايات المتحدة الأمريكية نشرت أكثر من 9000 دراسة بحثية باستخدام تقنية الرنين المغناطيسي الوظيفي لما لها من دور بالغ في مجال دراسة الدماغ والأعصاب، ونشرت الصين أكثر من 3000 دراسة في المجال نفسه.

وقد استخدمت هذه التقنية أيضًا في المجال الإكلينيكي فهي تساعد الأطباء على معرفة التغييرات التي تحدث في الجسم عند حدوث السكتة الدماغية أو حدوث الرضح الدماغي. كذلك نُشرِت دراسة في المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية للولايات المتحدة الأمريكية تؤكد فاعلية استخدام تقنية الرنين المغناطيسي الوظيفي في معرفة علاقة وتأثير أورام الدماغ على المناطق الدماغية الإدراكية والوظيفية المجاورة الذي بدوره يساهم في نجاح عمليات جراحة الأورام. كما تلعب هذه التقنية دورًا بالغًا في تشخيص مرض الزهايمر وتساهم في فهم الفسيولوجيا المرضية وراء فقدان الذاكرة لدى المرضى المصابين بهذا المرض.

بالإضافة لذلك، استُعمِلت هذه التقنية في مرضى الصرع لتحديد أثر وجود هذا المرض على اضطرابات اللغة والذاكرة. وما زالت الدراسات قائمة حول توسعة تطبيق هذه التقنية في المجال الإكلينيكي الطبي.

غير أن الدول العربية خلافًا للدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية مثلًا مازالت تطبق هذه التقنية بصورة محدودة أو في بعض البلدان لم يتم تطبيقها بعد رغم وجود جهاز الرنين المغناطيسي نفسه لكن الحاجة إلى تأهيل تقنيين وأطباء لاستخدام هذه التقنية حالت دون تطبيقها في المجال الإكلينيكي في الوقت الذي يساهم تطبيقها في تطور مجال الطب والتشخيص بصورة كبيرة.

 

 

زهراء عبدالله أحمد

أخصائية تقنية الأشعة بوزارة الصحة