من الطبيعي أن تكون زيارة الطفل الأولى لطبيب الأسنان أمرًا مخيفًا بالنسبة له حيث إنه يتعرض خلالها إلى رؤية الأدوات الحادة اللامعة والأضواء الساطعة والكراسي غريبة الشكل وغير ذلك من الأمور التي لم يكن قد تعرض لها مسبقًا إلا أنه ليس من الضروري أن تكون تلك الزيارة تجربة سيئة أو مرتبطة بوجود الألم بل بالإمكان جعل هذه التجربة ذكرى ممتعة ومسلية للطفل.
متى تكون الزيارة الأولى لطبيب الأسنان، ولماذا؟
زيارة الطفل لطبيب الأسنان ضرورية في بداية حياته كزيارة طبيب الأطفال، ومن المستحسن أن يتعرف الطفل في بداية حياته على عيادة الأسنان والأجهزة الموجودة بها، وأن تصبح زيارة طبيب الأسنان مألوفة عند الأطفال ولا ترتبط بوجود الألم، وأن تكون زيارته ذكرى طيبة.
متى تتم الزيارة الأولى؟
يفضل أن يزور الطفل طبيب الأسنان لأول مرة ما بين 6 شهور إلى 12 شهرًا من عمره، حيث تبرز الأسنان اللبنية في الشهر السادس من عمر الطفل ويكتمل بزوغها في عمر ثلاث سنوات تقريبا ً وتتكرر الزيارة كل 6 أشهر مرة.
لماذا الزيارة المبكرة؟
الأسنان اللبنية مهمة في مضغ الطعام وفي اللفظ السليم وكذلك هامة للمظهر والابتسام، ولكن أهميتها الكبرى تكمن في كونها تحفظ المسافات من أجل بزوغ الأسنان الدائمة إذ أن فقدان الطفل للأسنان اللبنية خصوصًا الأضراس الخلفية في عمر مبكرة نتيجة التسوس يؤدي إلى فقدان المسافة اللازمة لبزوغ الأسنان الدائمة، وهذا يعني مشاكل في البزوغ واحتمال حاجة الطفل لتقويم أسنانه مستقبلا ً، ومن مضار التسوس الالتهابات التي ينتج عنها خراج يؤثر بدوره على صحة الطفل العامة.
ماذا يفعل طبيب الأسنان في الزيارة الأولى؟
يعطي نصائح للأم عن الاهتمام بنظافة الفم والأسنان منذ الأيام الأولى لولادة الطفل وذلك باستخدام قطعة شاش نظيفة مبللة بالماء لإزالة آثار الحليب من فم الطفل بعد الإرضاع.
ويقوم الطبيب بفحص أسنان الطفل، كما يمكن أن يقوم بتنظيف الأسنان وتعليم الأم الطريقة الصحيحة لاستخدام فرشاة الأسنان الخاصة بالطفل.
لذلك فإن تكرار زيارة طبيب الأسنان لفحص فم الطفل ضرورية أكثر من مرة في العالم للكشف المبكر عن تسوس الأسنان وأمراض اللثة أو أية آفات لا تستطيع الأم كشفها لوحدها.
د. زينب مراد
طب وجراحة الفم واألسنان