"فوبيا طبيب الأسنان" تعبيرٌ شائع يتردد عند أغلب أطباء الأسنان من مرضاهم فور جلوسهم على كرسي الفحص. فيا تُرى، ماذا يعني هذا التعبير؟؟!
فوبيا طبيب الأسنان، أو Odontophobia هو تعبيرٌ عن مدى خوف أو هلع المريض من طبيب الأسنان والعلاج الذي يُقدمه له، ولا يقتصر الخوف على مرضى الأطفال، بل يشمل حتى الكبار منهم، وقد كشفت الدراسات الحديثة أن حوالي 75% من الأشخاص يعانون من هذه الفوبيا.
ويلجأ هذا النوع من المرضى إلى طبيب الأسنان اضطراراً، بعد أن تفشل كل مسكنات الألم من دورها في تخفيف الآلام أو إزاحتها. ولذلك عادةً ما يعاني هذا النوع من المرضى من مشاكل متراكمة، مثل التهابات شديدة في اللثة أو كسور في جذور الأسنان أو تسوسات عميقة أوغيرها من المضاعفات والمشاكل الأخرى.
يقول الدكتور بيتر ميلجروم، مدير عيادة أبحاث مخاوف الأسنان بجامعة واشنطن في سياتل، ومؤلف كتاب "Treating Fearful Dental Patients": إن ثلثي المرضى ترجع مخاوفهم إلى تجربة سيئة قد مروا بها في عيادة الأسنان، بينما ترجع مخاوف البعض الآخر من المرضى إلى تراكم خبرات وتجارب سابقة من حكايا الأهل والأصدقاء.
إن لطبيب الأسنان دوراً كبيراً في مساعدة المرضى للتغلب على مخاوفهم، عن طريق اكتساب الثقة بين المريض والطبيب، حيث يُعد إحساس الأمان والثقة الباب الأول والمكسب الأهم للتعرف على مخاوف المريض عن طريق السماح للمريض بالبوح بمشاعره ومخاوفه؛ لتتم مساعدته في التغلب على هذه الأحاسيس.
إن افتتاح الحوار بين المريض والطبيب، يساعد الطبيب للتعرف على نقاط الضعف والمخاوف المسيطرة لدى المريض، وبذلك يسهل التعامل بين الطرفين، كما يُنصح دائماً بأن تتم مشاركة المريض الخطة العلاجية المقررة والخطوات المتبعة والآلام المتوقعة التي قد يشعر بها المريض، ومن هذا المنطلق يشعر المريض براحة أكبر وتقبل أكثر وأكثر.
كما يُعد دور المريض دوراً أساسياً للتغلب على الخوف المُسيطر تجاه طبيب الأسنان، ويبدأ منذ طفولته عن طريق اختيار الطبيب الذي يكسب ثقة المريض؛ وبالتعود على تكرار زيارة عيادة الأسنان للتخلص من الخوف الناتج عن رهبة المكان.
إن أسباب مخاوف المرضى من طبيب الأسنان متعددة، ولكن من أهمها:
- خوف المريض من شعور الألم الذي قد يتلقاه من العلاج المقرر.
- خوف المريض من إبرة التخدير، ويرجع هذا النوع من الخوف إلى تجربة قديمة متعلقة بالطفولة.
- عدم الشعور بثقة تامة بالطبيب، بسبب تحفظ المريض من الثقة بالأشخاص الغرباء.
د. مريم آل رضي
طب و جراحة الفم واألسنان