عكفت كلية الطب والعلوم الطبية في جامعة الخليج العربي منذ انطلاق الدفعة الأولى من طلبتها عام 1982 على رفد القطاع الطبي في الخليج. وكان لمملكة البحرين البلد المضيف لهذه المؤسسة الخليجية المشتركة نصيب كبير من هذه الإسهامات حيث خرجت جامعة الخليج العربي 903 طبيبة وطبيباً من مملكة البحرين بدرجة دكتور في الطب.
كما خرجت في برامج الدراسات العليا - الماجستير والدكتوراه 40 طبيبة وطبيباً من مملكة البحرين في تخصصات طب المختبرات، السياسات الصحية، الطب الشخصي، الطب الجزيئي. إضافة إلى تخريج ما يربو على 20 خريجة وخريجاً من برنامج الماجستير والدكتوراه في علوم الحياة تخصص التقنية الحيوية الطبية.
وتقديراً للمكانة المتميزة التي تحتلها جامعة الخليج العربي أولت حكومة مملكة البحرين ثقة كبيرة في الجامعة، ودعمت مكانتها لتكون شريكاً في رفد القطاع الطبي في البحرين.
ماجستير طب العائلة الإكلينيكي
انطلق برنامج ماجستير طب العائلة الإكلينيكي في جامعة الخليج العربي في العام الأكاديمي 2019 – 2020 بقبول 40 طالباً وطالبة في دفعته الأولى. بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير خليفه بن سلمان آل خليفه رئيس الوزراء - حفظه الله - الذي كلف الجامعة بتطوير برنامج ماجستير طب العائلة الإكلينيكي حيث يعمل البرنامج على تأهيل الأطباء البحرينيين حديثي التخرج للتخصص في طب العائلة مما فتح أمامهم فرص العمل في المراكز الصحية والمستشفيات الحكومية والخاصة إلى جانب تمكينهم من فتح عيادات خاصة تتخصص في طب العائلة.
وقال رئيس جامعة الخليج العربي د. خالد العوهلي إن الجامعة أخذت على عاتقها تطوير البرنامج وبعناية فائقة وحرص شديد وبإيمان قوي بالفكر الأصيل والرؤية البعيدة التي تميز بها سموه في دعم الكوادر الوطنية الطبية وتعزيز وتيرة البناء والتطوير للارتقاء بالخدمات الطبية.
وأضاف رئيس الجامعة أن هذا البرنامج تميز تحقق – بفضل الله – ثم بتعاون عدة جهات وطنية ودولية ليخرج بالصيغة الفريدة التي هو عليه، حيث استفاد البرنامج في تطويره من المشاركة المتميزة للمجلس الأعلى للصحة، ووزارة الصحة، وصندوق العمل "تمكين"، ومن جهات دولية مثل جامعة جون هوبكنز، التي أثرت محتوى برنامج الماجستير وكانت ضمان لمستوى ونوعية البرنامج.
وبفضل هذه الشراكة المتميزة حصلت جامعة الخليج العربي على الاعتماد الأكاديمي لبرنامج الماجستير الإكلينيكي في طب العائلة من المنظمة العالمية لأطباء الأسرة WONCA، مما يؤكد من جديد المستوى الرفيع لجودة ونوعية التعليم والبرامج الأكاديمية المبتكرة التي تطرحها الجامعة، ويضاف هذا الإنجاز الجديد إلى رصيدها العلمي، ومكانتها العلمية بين مؤسسات التعليم العالي الرائدة والمبتكرة على المستوى الدولي والإقليمي والخليجي، و جاء في تقرير الاعتماد إشادة بجامعة الخليج العربي وتميزها في تطوير مفهوم الماجستير الإكلينيكي السريري، ومستوى التدريس المتوازن بشكل منطقي بين الرعاية الأولية والثانوية، والتركيز على تحسين الجودة والتقييم القائم على مكان العمل الذي يعكس أفضل الممارسات الدولية.
تقييم وتأهيل خريجي الجامعات الصينية
في سياق استثمار خبرات الجامعة الأكاديمية كلفت حكومة مملكة البحرين جامعة الخليج العربي بإعداد امتحان لتحديد مستوى خريجي هذه الجامعات البالغ عددهم 90 خريجاً للمساهمة في معالجة ملف خريجي الطب من الجامعات الصينية غير الموصى بها.
وقال د. العوهلي إن المهمة تنسجم مع الأهداف التي تأسست من أجلها الجامعة ومنها مساندة الدول الأعضاء في الجامعة وتقديم الاستشارات والخبرات التي تحتاج لها الدول ومجتمعات دول الخليج العربية.
وأجريت امتحانات نظرية وعملية أشرف على تنفيذها جامعة الخليج العربي لتقييم مستوى خريجي هذه الجامعات في خطوة هدفت إلى إعادة تقييم مؤهلاتهم وإيجاد حل نهائي لمشكلة عدم اعتمادها حيث صدقت شهادات من اجتاز منهم امتحانات تحديد المستوى، فيما تم إعداد برنامج تأهيلي للمتبقين منهم يستغرق عامين دراسيين في جامعة الخليج العربي.
مدينة الملك عبدالله الطبية
قطعت جامعة الخليج العريي شوطاً كبيراً في إنجاز مشروع مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبية حيث بلغت نسبة ما أنجز لغاية اليوم 40 % من المشروع المقرر افتتاحه مطلع العام 2022. وكانت جامعة الخليج العربي قد فتحت خلال الأسبوعين الماضيين مظاريف عطاءات الشركات المتنافسة لتوريد أثاث مستشفى مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبية، والعطاءات المخصصة لتوريد الأجهزة الطبية للمدينة.
وتسعى جامعة الخليج العربي لأن تكون المدينة الطبية ضمن منظومة الضمان الصحي في مملكة البحرين، لثلاث مبررات أساسية؛ أولاً، تحقيقًا لرؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – طيب الله ثراه – عندما وجه آنذاك ببناء المدينة الطبية التي ستخدم شعب مملكة البحرين الشقيق والمجتمع الخليجي. ثانيًا، إن جامعة الخليج العربي تعمل بتوجيهات حكومية من وزارات التعليم والتعليم العالي بدول الخليج العربية لخدمة مجتمع الخليج العربي وهذا ما سوف ينعكس على المدينة الطبية لتكون بتوجهات متوافقة مع متطلبات المنظومة الصحية في مملكة البحرين. وأخيرًا، فإن مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبية ستكون بإذن الله من المباني الخضراء النادرة في البحرين التي تتحلى بمواصفات صحية مراعية للبيئة ومقاييس عالية مطابقة لمواصفات «ليد الذهبية (LEED Gold) لتقدم خدمات طبية عالية المستوى في بيئة صحيه وبذلك ستكون المدينة الطبية على مستوى عالٍ من التأهيل لتضيف إلى منظومة المستشفيات المشاركة في نظام الضمان الصحي في مملكة البحرين وفي دول الخليج العربية - بإذن الله - ليستفيد منها شعب البحرين والمجتمع الخليجي.