ستوكهولم/برلين (رويترز):
فاز عالمان أمريكيان وعالم بريطاني بجائزة نوبل للطب لعام 2020 لجهودهم في اكتشاف فيروس التهاب الكبد الوبائي C الذي يصيب الكبد بالتليف والسرطان، وهي جهود امتدت لعقود من الزمن وساعدت في الحد من انتشار المرض القاتل وتطوير عقاقير مضادة للفيروسات لعلاجه.
وقالت لجنة جائزة نوبل إن اكتشافاتهم في نهاية المطاف "أنقذت حياة ملايين الناس".
وأتاحت اكتشافات العلماء هارفي ألتر وتشارلز رايس والبريطاني بريتون مايكل هوتون فرصة للقضاء على فيروس C، وهو الهدف الذي تسعى منظمة الصحة العالمية لتحقيقه خلال العقد القادم.
وقال بيان اللجنة أنه لأول مرة في التاريخ، يمكن الآن الشفاء من المرض، مما رفع الآمال في القضاء على فيروس التهاب الكبد C من سكان العالم. وأضاف: " لتحقيق هذا الهدف، يلزم بذل جهود دولية لتسهيل فحص الدم وإتاحة الأدوية المضادة للفيروسات في جميع أنحاء العالم".
وقال ألتر (85 عامًا) "إنه أمر من العالم الآخر، شيء لا تعتقد أنه سيحدث على الإطلاق".
ويتقاسم العلماء الثلاثة الجائزة وقدرها عشرة ملايين كرونة سويدية (1.1 مليون دولار)، وذلك لاكتشاف وإثبات أن فيروسًا ينتقل عبر الدم يمكن أن يسبب الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي C، الذي يصيب أكثر من 70 مليونًا حول العالم ويتسبب في حوالي 400 ألف حالة وفاة كل عام.
وقال توماس بيرلمان الأمين العام لجمعية نوبل إن الترشيحات لجائزة هذا العام سبقت انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، لكن اختيار الفائزين يقر بأهمية اكتشاف فيروس باعتبار ذلك الخطوة الأولى لكسب المعركة مع مرض جديد.
وقال رايس للصحفيين عبر مكالمة بالفيديو على تطبيق زووم إن إحراز تقدم في تسلسل الجينات قد يمكن الباحثين من تحقيق تقدم "رائع" نحو تطوير علاجات ولقاحات لمرض كوفيد - 19.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن ما يقرب من ثلاثة ملايين ممن يعانون من التهاب الكبد الوبائي C هم مصابون أيضًا بفيروس نقص المناعة المكتسب HIV الذي يسبب مرض الإيدز.
وهذه ثاني مرة تُمنح فيها جائزة نوبل في الطب لبحث يتعلق بالتهاب الكبد الوبائي بعد أن فاز الطبيب الأمريكي باروك بلومبرج بالجائزة عام 1976.
ومنحت الجائزة المشتركة للبحث الذي يعود تاريخه إلى الستينات عندما توصل ألتر، وهو من المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة، إلى أن مرضًا يختلف عن التهاب الكبد الوبائي A أو B يصيب الكبد ويمكنه أن ينتشر من خلال نقل الدم.
وقام فريق من الباحثين بقيادة هوتون، الذي كان يعمل آنذاك في شركة شيرون للأدوية، باستنساخ فيروس جديد في منتصف الثمانينات من بقايا في دم شمبانزي مصاب بالفيروس.
وأطلق اسم التهاب الكبد الوبائي C على المرض الذي يسببه، وأتاح التعرف عليه إجراء فحوص للتحقق من إمدادات بنوك الدم والحد بشكل كبير من انتشار المرض الذي يمكن أن يسبب مشكلات صحية كتليف الكبد وسرطان الكبد.
وألغت مؤسسة نوبل الحفل التقليدي لمنح الجوائز في ديسمبر وستقدمها بدلا من ذلك في مراسم تلفزيونية بدلا من البث الحي في ستوكهولم.
لكن رايس قالت لرويترز إن من غير المرجح أن تتمكن منظمة الصحة العالمية من القضاء على الفيروس بحلول عام 2030، ويرجع ذلك في جزء منه إلى أنه لا تزال تفصلنا سنوات عن التوصل إلى لقاح يكون فعالًا ومتاحًا على نطاق واسع.
ومع أن علاجات فعالة مضادة للفيروس هي موجودة بالفعل الآن، إلا أن جرعة علاجية منها قد تصل تكلفتها إلى 30 ألف دولار في الولايات المتحدة.
وستتم دعوة الفائزين بالجوائز للعام الحالي للاحتفال إلى جانب الفائزين في عام 2021، بافتراض انحسار الجائحة بحلول ذلك.
وجائزة الطب هي أولى الجوائز التي تمنح هذا العام. والجوائز التي تمنح في مجالات العلوم والأدب والسلام تأسست بناء على وصية رجل الأعمال السويدي ومخترع الديناميت ألفريد نوبل، وتُمنح منذ عام 1901.