النشرة الدوائية.. خارطة طريق للعـلاج المناسب والتوعية بالآثار الجانبية 01 ... الصيدلاني إبراهيم أبو رمان

 تقوم شركات الأدوية بإضافة نشرة تعريفية للدواء بحيث يمكن للأطباء والمرضى الاطلاع عليها فيقرأ بعض المرضى النشرة الدوائية الموجودة داخل  العلبة متمعنين في الآثار الجانبية للدواء، ويتأثرون بها ويتولد لديهم إحساس بالخوف من الآثار المترتبة على استخدام الدواء، وقد يفضلون عدم تناوله نهائياً.

في حين يرمي البعض الآخر علبة الدواء مع النشرة غير مبالين بما تحتويه من معلومات طبية مهمة عن المادة الفعّالة لكل دواء وفعاليتها وتركيزها وطريقة الاستخدام الآمنة، والجرعة الفعّالة لكل فئة عمرية، إضافة إلى موانع الاستعمال وقراءتها تعتبر أمراً ضرورياً للوقوف على تداخلات ومضاعفات الأدوية وموانع استخداماتها خاصة تلك التي يتم شراؤها من الصيدليات مباشرة للحوامل والأطفال لأنها قد لا تناسب حالاتهم الصحية أو قد تسبب مضاعفات جانبية.

ومن الضروري أن يقرأ المريض النشرة المرفقة مع الدواء قبل البدء في تناوله، خاصةً إذا ما كان يتناول الدواء بدون وصفة طبية، للحد من المضاعفات والتداخلات الدوائية الخطيرة، واستشارة الطبيب خاصة أو الصيدلي عن المضاعفات، فهناك أدوية تسبب النعاس ويحظر تناولها أثناء القيادة بل يجب تناولها وقت الخلود إلى النوم، كما أن هناك أدوية تسبب مضاعفات جانبية للمريض تفاقم مرضه وقد تسبب له عاهات دائمة.

يجب أن تكون نشرة الدواء مصاحبة لكل عبوة، لأنها تحتوي على معلومات طبية مهمة عن المادة الفعّالة لكل دواء وفعاليتها وتركيزه وطريقة الاستخدام الآمنة، والجرعة الفعّالة لكل فئة عمرية، إضافة إلى موانع الاستعمال مثل تحسس المريض من المادة الفعّالة أو عند أخذ المريض لأدوية تتفاعل مع المادة الفعّالة وتؤثر على فعاليتها، كما تحتوي على الآثار الجانبية للدواء وطرق علاج عند أخذ جرعات عالية عن طريق الخطأ.

هناك فرق بين الأدوية التي يتناولها المريض بناءًا على وصفة طبية من الطبيب المختص والأدوية التي يتناولها بطريقة عشوائية، فالطبيب يقوم بكتابة الوصفة الطبية للمريض بعد التقصي والتحقق من الأمراض والأدوية الأخرى التي يتناولها المريض حتى يتسنى له كتابة الأدوية والجرعات المناسبة له، وبدوره يكتب الصيدلي الجرعات الموصى بها من قبل الطبيب على علبة الدواء ويقوم بتوضيح كل الأمور المتعلقة بمواعيد تناول الدواء سواء كان مثلاً قبل الطعام أو بعده والوقت الذي ينبغي أن يأخذ فيه الدواء، خاصة أن هناك مضادات حيوية تؤخذ ثلاث مرات باليوم أي بمعنى كل ثماني ساعات ومضادات أخرى تؤخذ مرتين كل 12 ساعة وهكذا.

من حق المريض الاستفسار من طبيبه أو من الصيدلي عن كل المعلومات المتعلقة بالدواء والمضاعفات التي قد يتسبب بها، وقد وقعت دبي قبل عشر سنوات وثيقة حقوق المرضى وواجباتهم والتي تعطي المريض الحق في الاستفسار عن كل ما يتعلق بمرضه والأدوية التي سيتناولها والمضاعفات وغيرها.

 

 إبراهيم أبو رمان

صيدلاني

المملكة الأردنية الهاشمية