تخطي اضطرابات الطعام وتجنب آثارها في الفم 02 ... د. حوراء الراشد

في الحلقة الأولى من سلسلة مقالات تخطي اضطرابات الطعام وتجنب آثارها في الفم تناولت التعريف والأسباب، وفي هذه الحلقة سأتناول اضطرابات الأكل المعروفة والأكثر شيوعا، وهي:

 فقدان الشهية العصبي (Anorexia Nervosa)

وهو اضطراب الأكل الأكثر شهرة، وغالباً ما يصيب الأفراد في فترة المراهقة أو سن الرشد  ويظهر تأثيره على النساء أكثر بالمقارنة مع الرجال. المصابون بهذا الاضطراب يشعرون عمومًا بأن لديهم زيادة في الوزن، حتى وإن كانوا في الواقع يعانون من نقص في الوزن بشكل خطير. كما إنهم يميلون إلى مراقبة وزنهم باستمرار حاد، وتجنب تناول أنواع معينة من الأطعمة، وتقليص سعراتهم الحرارية بشدة.

عراض الشائعة لفقدان الشهية العصبي التالي:

  • نقص الوزن بشكل ملحوظ مقارنة بالأشخاص من نفس العمر والطول
  • أنماط الأكل المقيدة للغاية
  • خوف شديد من زيادة الوزن أو الاستمرار في ممارسة السلوكيات لتجنب اكتساب الوزن بالرغم من نقص الوزن
  • السعي الدؤوب للنحافة وعدم الرغبة في الحفاظ على وزن صحي
  • تأثير نفسي كبير بالإضافة إلى جلد الذات، في حال عدم الوصول إلى وزن أو شكل الجسم المتصور
  • صورة ذهنية مشوهة للجسم وإنكار تام لنقص الوزن بشكل خطير

غالبًا ما تظهر أعراض الوسواس القهري. على سبيل المثال، غالبًا ما ينشغل الكثير من المصابين بفقدان الشهية بالأفكار المستمرة حول الطعام، وقد يجمع البعض الوصفات أو يخزنون الطعام بقلق شديد. قد يواجه المرضى أيضًا صعوبة في تناول الطعام في الأماكن العامة ويظهرون رغبة قوية في التحكم في بيئتهم، مما يحد من قدرتهم على أن يكونوا عفويين.

  1. الشره المرضي العصبي (Bulimia Nervosa)

الشره المرضي العصبي هو اضطراب أكل آخر معروف مثل مرض فقدان الشهية. الشره المرضي عادة ما يشخّص خلال فترة المراهقة أو البلوغ المبكر، ويبدو أنه أقل شيوعًا بين الرجال بالمقارنة مع النساء، كثيرًا ما يأكل الأشخاص المصابون بالشره المرضي كميات كبيرة غير معتادة من الطعام في فترة زمنية محددة، وعادة ما تستمر كل نوبة من نوبات الأكل بنهم حتى يمتلئ الشخص بشكل مؤلم. أثناء النهم، يشعر الشخص عادةً أنه لا يمكنه التوقف عن الأكل أو التحكم في مقدار أكله، كما يمكن لنوبات الشراهة أن تحدث مع أي نوع من الأطعمة، ولكنها غالباً تحدث بشكل شائع مع الأطعمة التي يتجنبها المريض كنوع من تقييد الذات ،فبعبارة أخرى قد يلجأ المصابون بهذه الاضطراب إلى التهام الأطعمة التي طالما قيدوا أنفسهم عنها كردة فعل للتقيد الذي الزموا أنفسهم به، ومن بعد انتهاء النوبة ينتابهم الشعور بالذنب الشديد على ردة فعلهم.

وهنا تأتي الآثار النفسية المتعلقة بهذا الاضطراب حيث يحاول المصابون بالشره "تطهير معداتهم" للتعويض عن السعرات الحرارية المستهلكة وتخفيف آلام الأمعاء الناتجة عن النوبات التي عرضوا أنفسهم لها. تشمل سلوكيات التطهير الشائعة القيء القسري،والصيام، وملينات المعدة والأمعاء، ومدرات البول، والحقن الشرجية، والتمارين المفرطة.

كما قد تظهر الأعراض مشابهة جدًا لتلك الخاصة بنهم الأكل أو تطهير الأنواع الفرعية من فقدان الشهية العصبي، إلا أن عادةً ما يحافظ المصابون بالشره المرضي على وزن طبيعي نسبيًا، بدلاً من أن يصبحوا ناقصي الوزن.

الأعراض الشائعة للشره المرضي العصبي:

  • نوبات متكررة من الشراهة عند تناول الطعام مع الشعور بفقدان السيطرة
  • نوبات متكررة من سلوكيات التطهير غير المناسبة لمنع زيادة الوزن
  • تأثير نفسي كبير بالإضافة إلى جلد الذات بشكل مفرط حول شكل الجسم ووزنه
  • الخوف من زيادة الوزن بالرغم من الوزن الطبيعي

تأثير هذه الأعراض على اللثة والأسنان بصورة مباشرة:

قد تشمل الآثار الجانبية للشره المرضي التهاب الحلق وتورم الغدد اللعابية وتآكل مينا الأسنان وتسوس الأسنان وارتجاع الحمض وتهيج الأمعاء والجفاف الشديد والاضطرابات الهرمونية، وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدي الشره المرضي أيضًا إلى خلل في مستويات الأملاح في الجسم (electrolyte imbalance) مثل الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم، وقد يسبب ذلك جلطة دماغية أو نوبة قلبية في أقصى الحالات.

 

 

د. حوراء الراشد

طب وجراحة الفم و الأسنان