أطلقت حكومة المملكة المتحدة بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني من جهة وجامعات بحرينية من جهة أخرى سلسلة من الفعاليات العلمية، التي تسمح للباحثين بالعمل معا، ومعالجة بعض التحديات التي تواجه البلدين.
وتشكل الورش المقامة في البحرين جزءاً من الالتزام الاستراتيجي الأوسع لحكومة المملكة المتحدة بتعزيز الشراكات مع الجهات البحثية ومؤسسات التعليم العالي في البحرين ومنطقة الخليج من خلال برنامج جديد يسمى "برنامج الخليج للابتكار العلمي واقتصاد المعرفة". وأشارت مدير البرنامج سوزان جونز، إلى أن "التعاون الدولي في مجال البحث العلمي يلعب دورا حاسما في تعزيز الازدهار والنمو المستدام في هذه المنطقة. يمثل الماء والطاقة والأمن الغذائي مصدر قلق خاصا في منطقة الخليج، ونأمل أن نرى عدداً من المشاريع البحثية على المدى الطويل قد أنشئت شراكة بين المؤسسات البحثية في المملكة المتحدة ومنطقة الخليج نتيجة لهذه الندوة".
ويتضمن البرنامج الجديد ورش عمل بناء القدرات للباحثين، وندوات التعاون العلمي، وتمويل مشاريع البحوث التعاونية، ودعم النساء في مجال العلوم الطبيعية والاجتماعية والإنسانية.
وقد تركزت الفعالية الأولى وهي منتدى التعاون العلمي، الذي يتناول مجالات الماء والطاقة والغذاء، على التطورات الحديثة في تقنيات التحلية وإعادة استعمال المياه، وسوف يشارك فيه باحثون من جميع المستويات المهنية، 10 من المملكة المتحدة، و15 من البحرين، و20 من دول الخليج الأخرى، وسيقام المنتدى في جامعة البحرين.
الجدير بالذكر أن الشرق الأوسط هو موطن 70 % من محطات تحلية المياه في العالم، ومعظمها يقع في منطقة الخليج. ومع ذلك، فمع معالجة المزيد من المياه، فإنها تصبح أقل استدامة اقتصاديا. العملية ليست مكلفة فحسب، بل يمكن أيضا أن تؤدي إلى حالة معروفة لدى الباحثين بأنها «ملح الذروة» – وهي النقطة التي تصبح عندها هذه العملية، ونتيجة لتحلية المياه المكثفة، غير مجدية. وستجلب ورش العمل هذه الباحثين معا لمعالجة التحديات الرئيسة، مثل هذه، ما يساعد على تسريع فكر جديد في المنطقة.
وقال البروفيسور رياض حمزة، رئيس جامعة البحرين، أن "المجلس الثقافي البريطاني هو شريك رئيسي للجامعة في تطوير أبحاثنا في مجال العلوم. ونأمل أن تذهب هذه العلاقة من قوة إلى قوة، ونحن نتطلع إلى تطوير حلول لقضايا المنطقة من الماء، والأمن الغذائي، والطاقة المتجددة، وهي المجالات البحثية الرئيسة لجامعة البحرين.
أما الفعالية الثانية فهي برنامج تواصل الباحث التدريبي، والذي سيعقد في الجامعة الملكية للبنات في الفترة من 27 إلى 29 نوفمبر 2016، يهدف إلى دعم الباحثين الشباب في البحرين. ويأتي البرنامج جزءاً من سلسلة من اثنتي عشرة فعالية مقرر عقدها في منطقة الخليج على مدى الأشهر الستة المقبلة.
وأشار البروفيسور مازن جمعة، رئيس الجامعة الملكية للبنات، إلى أن "الجامعة ستستضيف الورشة التي تستمر ثلاثة أيام بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني، وتهدف إلى بناء المهارات اللازمة للباحثين للمشاركة بانسيابية أكثر في المجتمع الأكاديمي الدولي. وتتطلع الجامعة الملكية للبنات إلى تنظيم ورش البرنامج بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني، وإلى المساعدة على احتضان ثقافة البحث بين الأوساط البحثية البحرينية وفي المنطقة".
وقال المدير العام للمجلس الثقافي البريطاني في البحرين آلان رت "إن أمة مع قاعدة بحثية قوية لن تستفيد فقط من التقدم الناتج من أحدث الأبحاث العلمية، بل ستطور جيلاً جديداً من الباحثين، وتجذب المفكرين الموهوبين من الخارج، ما يزيد من تعزيز قدرتها على دفع الابتكار والتنمية الاقتصادية. نحن سعداء بأن تتاح لنا الفرصة لربط الباحثين في المملكة المتحدة والبحرين، لمساعدتهم على تعزيز الروابط العلمية بين البلدين، وتشجيع الابتكار حول التحديات الاجتماعية والاقتصادية المشتركة بيننا".