أنظر إلى عينيّ .... زهراء داوود

 الاتصال البصري من أكبر المشاكل التي يُعاني منها أطفال التوحد في كل المراحل العُمرية إبتداءًا من عُمر السنتين حتى يكبر ويبلغ من العُمر 16 عاماً، وهذه المُشكلة تشغل حيزاً كبيراً من مساحة التفكير والقلق الدائم لدى الوالدين.

فكيف يُمكن تحسين التواصل البصري مهما كان عُمر المُصاب بالتوحد؟

أولاً: إذا كان المُصاب بالتوحد صغير السن، يسهل تدريبه على مهارات جديدة وإن كان يرفضها قطعاً ولكن باستطاعة الأخصائي بُمساعدة الوالدين تكثيف التدريب معه لأن صفات التوحد في هذا العُمر غير مُتمرسة لديه ومن السهل جداً التخلص من العديد من المشاكل السلوكية ومن أهمها نظرات العيون غير الصحيحة.

 

ثانياً: بالمُقابل إذا كان عُمر المصاب بالتوحد كبير ولم يعتد على النظر بشكل طبيعي، فالتخلص من هذه المشكلة في سن كبير قد تكون صعبة نوعاً ما وتحتاج إلى جهود مكثفة للتخلص منها.

وقُبيل تدريب المُصاب بالتوحد على تحسين نظرات العيون يتوجب على كلٍ من الأخصائي أو المعلم أو الوالدين فهم المبادئ بشكل صحيح، أي يجب أن يكونوا على دراية تامة أن نظرات العُيون مُرتبطة بشكل وثيق جداً بالكلام.

بما معناه لا فائدة من تدريب الطفل على تحسين نظراته وبالمقابل أنت صامت ولا تتحدث معه.

فمع إبداء الأوامر للطفل التوحدي أو اللعب معه أو عندما تريد أن تتواصل معه بأي شكل من الأشكال يجب عليك أن تجعلهُ ينظر إليك - بكل ما أُوتيتَ  من إصرار - مع الكلام معه في آنٍ واحد حتى وإن كان الطفل رافضاً لتلكَ الأوامر أو لا يُحبذ اللعب معك.

 

في السنين الأولى من المُفترض أن يكون موضوع تحسين نظرات العيون قد تجاوز بنسبة 50 % خلال شهر من التدريب. وأنوه بشدة هُنا إلى عدم استخدام الليزر أو المصابيح اليدوية في غرفة مُعتمة لتحسين نظرات العيون فلا جدوى منها، فالهدف هو تحسين النظر بين عين الطفل التوحدي وعينك أنت.

أما لو كان عُمر الطفل المصاب بالتوحد 7 سنوات أو إذا كان يُعاني من مُتلازمة اسبرجر أو توحد عالي الأداء، نتبع نفس طريقة تدريب الأطفال في سن صغير ولكن النتائج مُختلفة كُلياً، فقد يتجاوب معك بشكل سريع أو العكس.

والسبب يعود إلى أن الطفل بقيَ لفترة طويلة لم يعتاد على النظر إلى العين بشكل طبيعي ولم يتم تدريبه على ذلك، ويبدي إزعاج وغضب شديد إذا تم تدريبه لأنهُ يكره تغير روتينه، ففي هذه الحالة نلجأ إلى طُرق بديلة وهي:

  1. عندما تتحدث مع المُصاب بالتوحد تحاول توجيهه قدر الإمكان إلى النظر إلى الأنف بدلاً من العين و بهذا يرتاح المُصاب نفسياً لأنهُ لا يريد تغيير نظرات عيونه وينظر إلى عين الشخص الذي أمامه.
  2. الحل الآخر هو التدريب على النظر إلى الحاجبين بدلاً من العيون لطفل التوحد عالي الأداء أو المُصاب بمتلازمة اسبرجر.

وبهاتان الطريقتان لا أحد يستطيع الالتفتات إلى نظرات الطفل التوحدي.

 

إذن، نظرة العين الضعيفة هي من أكبر المشاكل التي تُواجه أطفال اضطراب التوحد والتدخل المُبكر هو الحل الأمثل للتغلب على هذه المشكلة عن طريق تكثيف التدريب بإعطاء الأوامر المُرتبطة بالكلام في آنٍ واحد لتحسين نظرات العُيون.

 

زهراء داوود

أخصائي تعديل سلوك


pdfmedical