الديسلكسيا في سطور ... ريحانة حبيل

 عسر القراءة أو ما يُعرف بالديسلكسيا هو شكل من أشكال صعوبات التعلم، قد يكون موروثًا أو مكتسبًا من ظروف بيئية. عادةً ما يواجه الشخص المصاب بعُسر القراءة صعوبة في قراءة الكلمات وتهجئتها.

قد تكون أعراض عسر القراءة خفيفة إلى شديدة، وتظهر في مجموعة واسعة من مشكلات القراءة والكتابة والكلام. إلى جانب ذلك، قد يكون هناك عدم وعي صوتي، وهذا يعني أنّ الذين يعانون من عسر القراءة يواجهون صعوبة في التهجئة باستخدام الأصوات. على سبيل المثال، قد لا يفهم الطفل المصاب بعُسر القراءة كيف أن استبدال الحرف "م" في كلمة "موز" بالحرف "ل" يجعلها "لوز". وقد يعاني الطفل أيضًا من ضعف في الذاكرة اللفظية لقوائم قصيرة من العناصر تتم قراءتها له، ناهيك عن مشاكل التسمية التسلسلية السريعة فهي عرض آخر لعُسر القراءة.

كما يفشل معظم المصابين بعُسر القراءة في تسمية الأرقام أو الألوان أو الأشياء في السلاسل السريعة بناءً على مجموعاتها. ولديهم أيضًا صعوبة في معالجة التعليمات الشفهية، مثلًا: قد لا يتمكن الطفل المصاب بعُسر القراءة من تدوين رقم هاتف يتم إخباره به، أو قد يواجه صعوبة في الرجوع إلى رقم صفحة معينة عندما يُطلب منه ذلك.

قد يكون من الصعب تشخيص عُسر القراءة عندما يكون الطفل بعمر مبكر جدًا، ولكن يتم تشخيص الحالة بشكل عام بمجرد أن يبدأ الطفل الدراسة. حيث تتم عادةً ملاحظة المشكلات التي يواجهها الطفل عندما يبدأ في تعلم أحرف الأبجدية ويبدأ في استخدام الكلمات.

 

يختلف نهج علاج الديسلكسيا اعتمادًا على شدة الحالة، ويمكن أن تساعد العديد من البرامج والتدخلات التعليمية الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة إذا تم تبنيها مبكرًا. فقد تتحسن قدرات الطفل المصاب بعُسر القراءة في القراءة أو التهجئة بمرور الوقت. كما يستجيب غالبية الأطفال جيدًا للتدخلات ويواصلون التقدم في تعلمهم، بينما يوجد أطفال آخرون يستمرون في مواجهة صعوبات في القراءة والكتابة، مما يتطلب دعمًا طويل الأجل وأكثر كثافة.

 

أشار "موقع الأخبار الطبيّة وعلوم الحياة" إلى دراسة منشورة في أكتوبر 2017 م، أجريت على عينة صغيرة من المشاركين، وأفضت إلى أنّ معظم الأشخاص الذين يعانون من عُسر القراءة لديهم بقع سائدة في كلتيّ عيونهم مما يجعلهم يرون صورًا غير واضحة، ويؤدي ذلك إلى ارتباكهم أثناء رؤية الحروف والقراءة، والتهجئة والكتابة.

قام فريق الباحثين في هذه الدراسة بتحليل عيون 30 شخصًا يعانون من عسر القراءة و30 شخصًا لا يعانون من عسر القراءة. نظر الباحثون بعمق داخل أعين المشاركين باستخدام أداة تسمى منظار النقرة.

ومما يجب الإشارة إليه هنا، أنّ كلتيّ أعيننا تحتويان على قضبان ومخاريط - الأولى للرؤية والأخيرة لرؤية الألوان التفصيلية. وفي عيون المشاركين، لاحظ فريق البحث أنّ بقعة مستديرة خالية من المخاريط الزرقاء شوهدت في الأشخاص الذين لا يعانون من عسر القراءة، وفي المقابل في العين الأخرى كانت هذه البقعة بيضاوية الشكل. كانت البقعة المستديرة هي المهيمنة مقارنة بالعين الأخرى.

 أما بالنسبة للمصابين بعسر القراءة، يبدو أنّ كلتيّ العينين تمتلكان هذه البقعة المستديرة، مما يعني أنّ لا توجد أية عين مسيطرة، والعينان تعملان على وتيرة واحدة، وهذا يربك الدّماغ لأنّ العينين كلتيهما ترسلان له صورًا مختلفة.

وفقًا لنتائج هذه الدراسة، يمكن أن يكون هذا التناظر في النقاط الدائرية في العينين هو أساس عُسر القراءة لدى الذين لا يستطيعون القراءة أو التهجئة بوضوح، وهذا يرجع إلى أنّ الدّماغ يتلقى صورتين مختلفتين في هذه الحالة ويتم الخلط بينهما.

 

والجدير بالذكر أنّ المصابين بعُسر القراءة يعانون من صعوبات في التعلم على الرغم من امتلاكهم ذكاءً طبيعيًا بسبب عدم قدرتهم على فك رموز الحروف والكلمات بدقة. وقد تحدثنا في مقالٍ سابق عن علاقة عسر العلاقة بحركات العين، ولا زالت الأبحاث في هذا المجال مستمرة.

 

ريحانة حبيل

اختصاصية صعوبات تعلم


pdfmedical