متلازمة انكسار القلب 1 .... اللغز الجدلي في الفلكلور الطبي الحديث ... هبة الحبيب

القلب ليس مجرد عضو يعمل ليلاً نهاراً لا يكل من الانقباض والانبساط لضخ الدم لسائر الجسد، وفي واقع الأمر لا يعد الشخص ميتاً عند توقف عضلة القلب عن تلك العملية الفيسيولوجية المادية فقط فهناك أيضاً معاني معنوية للفؤاد أبعد أفقاً من ذلك.

فكم من البشر أحياءً يرزقون بيننا في هذه الأرض وقلوبهم ميتة ؟!

تلك القلوب الميتة تقسو وتجرح وتؤذي الآخرين بالقول والفعل بعذرالصراحة الزائفة والأنانية المطلقة، متناسية بأن القلب هو حرم الله وسكنه، متجاهلة أيضاً بأن تلك التصرفات اللامبالية قد تكسر قلب أحداً ما وقد تكون السبب في مرضه أو فقدانه لآخر أنفاس حياته وهؤلاء الذين وصفهم الأديب جبران خليل جبران في رائعته الشعرية بقوله: (وقاتلُ الجسمِ مقتولٌ بفعلتهِ وقاتلُ الروحِ لا تدري بهِ البشرُ).

تحير العلماء لسنوات طويلة لفك رموز ارتباط حالات اعتلال القلب بالمشاعر المؤذية وإذا كان فعلاً هناك أي رابط علمي يفسر العلاقة بينهما؟

تم اكتشاف أول حالة فعلية من ظاهرة انكسار القلب وتشخيصها بهذا النوع من الاعتلال في عضلة القلب في اليابان عام 1990 حيث تم التفريق بين تشخيصات مشاكل القلب المختلفة بشكل أدق وأن ظاهرة انكسار القلب كانت في السابق تُشخص على أنها نوبة قلبية (Myocardial Infraction)

بسبب تشابه العلامات والأعراض ونتائج تخطيط القلب المبدئية بين المرضين مثل الشعور بألم في الصدر وضيق في التنفس وأحياناً إغماء ولكن مع تطور الأبحاث توصل العلماء إلى فرق دقيق في التشخيص واكتشاف متلازمة انكسار القلب كتشخيص منفصل بحد ذاته له أعراضه ومسبباته وطرق علاجه، فوجدوا أن الخيط الرفيع في تشخيص ظاهرة انكسار القلب بأن نتائج تصوير الأوعية التاجية للقلب لا تكشف عن أي انسداد فيها، بينما يوجد ذلك في النوبة القلبية.

 

متلازمة انكسار القلبTakotsubo cardiomyopathy-Broken heart syndrome  هي حالة حقيقة فسيولوجية قد يتعرض لها القلب فيتضخم فيه البطين الأيسر من جراء التعرض إلى الصدمات العاطفية، الحزن أو الإجهاد النفسي البدني الشديد فيسبب قصور حاد في ضخ الدم بشكل مؤقت بينما تواصل باقي أجزاء عضلة القلب عملها بشكل طبيعي ويُعتقد أن هذا التضخم يحدث عندما ترتفع نسبة إفراز هرمونات الإجهاد مثل الأدرينالين والنورادرينالين في حالات التوتر والإرهاق النفسي والجسدي والوجداني فتسبب تشنجات واضطرابات في الأوعية الدموية الدقيقة للقلب. كما أن الفائض من هذه الهرمونات قد يترسب في الخلايا العضلية مما يسبب الآلام العضلية المزمنة المنتشرة على نطاق واسع في الجسم.

وتم إعزاء الأسباب التي قد تؤدي لهذه المشكلة إلى مسببات جسدية مثل التعرض لعملية جراحية خطيرة، حدوث فشل حاد في التنفس أوالإجهاد البدني الشديد ولكن تم ترجيح نسبة المسببات العاطفية في حدوثها بشكل أكثر شيوعاً مثل الخوف، القلق، الغضب، الفقد سواء بموت أحدهم أو الإنفصال، الصراعات في العلاقات الإنسانية والصدمات العاطفية الشديدة سواء من قول أو فعل جارح.

 

 

هبة الحبيب

أخصائي أول عظام في العلاج الفيزيائي

المملكة العربية السعودية


pdfmedical