قالت اللجنة المستقلة للتأهب لمواجهة الجوائح والاستجابة لها، التابعة لمنظمة الصحة العالمية، إن الجهود المبذولة لإصلاح عملية التأهب لمواجهة الجوائح العالمية والاستجابة لها تسير ببطء شديد. وأفادت بأن النظام الحالي فشل في حمايتنا من جائحة كـوفيد-19. وإذا لم يتغير، فلن يحمينا من التهديد الوبائي التالي، والذي يمكن أن يحدث في أي وقت.
أثناء تقديم نتائج تقرير المساءلة، حذرت الرئيستان المشاركتان للجنة المستقلة إلين جونسون سيرليف، وهيلين كلارك من أن التقدم "غير المتكافئ" في معالجة الجائحة لا يزال يسبب المرض والوفيات والخسائر الاقتصادية.
دعت الرئيستان المشاركتان رؤساء الدول والحكومات إلى العمل معًا لتحقيق تقدم أسرع، لا سيما في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأشارتا إلى أنه مع إنجاز الكثير من الأعمال الأساسية، فقد حان الوقت الآن لإنهاء الجائحة الحالية والاستعداد للتهديد المقبل للصحة العالمية.
في تقييم للتقدم المحرز منذ مايو الماضي، بشأن مكافحة كورونا، غطى التقرير مجالات القيادة والحوكمة، والتمويل، والإنصاف، وصك قانوني جديد، وجعل منظمة الصحة العالمية أقوى.
أشار التقرير إلى إصابة 90 مليون شخص بالمرض، ووفاة 1.65 مليون آخرين، منذ مايو.
بعد دراسة متعمقة الاستجابات للأزمة الصحية العالمية، تمت التوصية باتخاذ إجراءات فورية لمجموعة من الإصلاحات الدولية المترابطة لوقف تفشي المرض في المستقبل.
وقالت كلارك: "نظرًا لحجم الدمار الناجم عن هذه الجائحة وتأثيرها المستمر على الناس في جميع أنحاء العالم، فقد عقد الفريق العزم على التوثيق الكامل لما حدث ولماذا، وتقديم توصيات جريئة بغرض التغيير".
لسوء الحظ، لم تتغير مسألة عدم المساواة في الحصول على اللقاحات إلا قليلًا. وفي أفقر البلدان، يتم تحصين أقل من واحد في المائة من السكان بشكل كامل.
على الرغم من أن الدول الغنية قد تعهدت علنًا بتقديم تبرعات، إلا أن سيرليف أشارت إلى أنه "تم بالفعل تسليم جزء بسيط من الجرعات المعاد توزيعها".
أكدت الرئيستان المشاركتان أن التبرعات التي تم التعهد بها يجب أن يتم التخطيط لها بشفافية لتوزيع اللقاحات بسرعة ولتطويرها".
وأشارت الزعيمتان إلى خطاب ألقاه الأمين العام أنطونيو غوتيريش في سبتمبر الماضي دعا فيه إلى أن تكون توصيات اللجنة المستقلة نقطة انطلاق لإصلاحات عاجلة في هيكل الصحة العالمية.
سلطت الرئيستان المشاركتان الضوء على الزخم المتزايد لعقد قمة عالمية للأمم المتحدة معنية بالصحة بالإضافة إلى زيادة الدعم لقيادة سياسية جديدة رفيعة المستوى في سبيل حشد الالتزام الجماعي القوي المطلوب بالنسبة للأمن الصحي العالمي، والذي ينبغي أن يوفر "القيادة والمساءلة اللتين تشتد الحاجة إليهما".
وشدد التقرير على أن "الحوكمة بدون تمويل تفتقر إلى الفعالية. والتمويل بدون حوكمة يفتقر إلى المساءلة".
وأشار الفريق المستقل إلى أنه ينبغي للمجلس المعني بالتهديدات الصحية العالمية أن يخصص ويرصد التمويل من خلال آلية تمويل جديدة تدعم التأهب للجوائح والاستجابة لها.
وأشار التقرير إلى أن هناك حاجة إلى ما لا يقل عن 10 مليارات دولار من التمويل الجديد سنويًا وما يصل إلى 100 مليار دولار في مجموعة تمويل الاستجابة للتهديد الوبائي.
قالت سيرليف: "رسالتنا بسيطة وواضحة: لقد فشل النظام الحالي في حمايتنا من جائحة كـوفيد-19. وإذا لم نتحرك لتغييره الآن، فلن يحمينا من التهديد الوبائي التالي، والذي يمكن أن يحدث في أي وقت".