ماذا تعرف عن الفلافونويدات؟... زهراء داوود

هل تساءلت يومًا، ما هو سر طعم ولون الفواكه والخضراوات؟ وكيف تلعب دورًا كبيرًا ومُهمًا في حماية أجسامنا من الأمراض؟!

ببساطة إنها مادة الفلافونويد (Flavonoids) التي تعود تسميتها إلى الإسم اللاتيني (Flavus) أيّ اللون الأصفر، فهي المادة المسؤولة عن تكوين الصبغات في النباتات والفواكه.

أثناء دراستي في جامعة البحرين، قُمتُ بتحضير هذهِ المادة مُختبرياً كمشروع تخرجي من كُلية العلوم، تحتَ إشراف الدكتورتين عواطف مهدي وسعاد رشدان.

وذلك عن طريق مرحلتين من التفاعلات الكيميائية، الأولى كانت عبارة عن تحضير المادة الأولية تُسمى بـ  (Chalcone) باستخدام تفاعل التكثيف تحت وسط قاعدي وفي درجة حرارة الغُرفة العادية ٢٥ درجة سيليزية. أما المرحلة الثانية وهي تكوين مادة الفلافونويدات عن طريق انتاج المركب في المرحلة الأولى بطرق عدة أهمها: التسخين وطاقة المايكروييف.

وظهر لي في النتائج المركب النهائي ذو اللون الأصفر، وللتأكد من صحة التركيبة الكيميائية لمركباتي المُحضرة، قُمتُ بتحليلها باستخدام عدة أجهزة أهمها: مطياف الرنين المغناطيسي النووي  (NMR) وجهاز الأشعة الفوق البنفسجية (UV/ VIS) وجهاز الأشعة تحت الحمراء(IR).

 

بعد هذه المقدمة نأتي الآن للحديث عن أهمية الفلافونويدات في أجسامنا:

في ظل تفشي فيروس كورونا COVID -19 نحن بحاجة ماسة لوقاية أنفسنا من الإصابة بالفيروس بتعزيز جهاز المناعة في أجسامنا، فالإكثار من تناول الخضراوات والفواكه التي تحتوي على مادة الفلافونويدات يُقوي الأجهزة الدفاعية فهذه المادة باستطاعتها امتصاص الشوارد الحُرة التي يُفرزها الجسم عندما يتعرض لهجوم من قبل الفيروسات والبكتيريا أو عند استنشاق الأبخرة السامة، لهذا فإن مادة الفلافونويدات تلعب دورًا مُهمًا جداً و فعّال في تعزيز جهاز المناعة .

وأُضيف أيضاً الدور الفعّال كمضادات للإلتهابات وللهستامين والأكسدة وتعمل أيضاً على علاج أمراض ضغط الدم المُرتفع وتعمل على تخفيض نسبة الكوليسترول في جسم الإنسان.

من خلال إطلاعي على دراسات سابقة عن مادة الفلافونويدات مع دكتور التغذية بجامعة البحرين د. طارق العلوان اطلعت على دراسات علمية وطبية أثبتت أن مادة الفلافونويدات تساعد أيضاً على الوقاية من السرطان عبر تثبيط عمل الجذور الحرة وإعاقة عملها، والجذور الحُرة تتلف الحمض النووي DNA  (المادة الوراثية للخلايا) وهذا التلف يؤدي إلى الإصابة بمرض السرطان .

كما وجدت أبحاثاً تشير إلى أهمية مادة الفلافونويدات في الحماية من أمراض القلب والشرايين، فقد وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يقل تناولهم للفواكه والخضراوات لفترة ٢٥ عام، ارتفعت لديهم خطورة الإصابة بأمراض القلب .

ليس هذا فحسب، هناك فوائد جمة لمادة الفلافونويدات، فقد أثبتت التجارب السريرية التي أُجريت على البشر أنها تمنع النزيف وتورُم الساقين نتيجة لإحتجاز الماء في الجسم كما تقي من اعتلال الشبكية المُصاحب لداء السُكري .

رسالة إلى الجميع .. احمِ صحتك وعزز من جهاز مناعتك بالإكثار من تناول الفواكه والخضراوات المحتوية على مادة الفلافونويدات ومنها: الحمضيات، التوت، التوابل، المكسرات، البقوليات و الخضراوات .

دُمتم بصحة وعافية

 

 

زهراء داوود

بكالوريوس في الكيمياء