نجحت مجموعة من الباحثين في أخذ صور غاية في الدقة لرئة شخص توفي جراء إصابته بـ«كوفيد-19»، وكشفت هذه التقنية عن أنسجة متحللة وانسدادات في الأوعية الدموية متناهية الصغر، لا يمكن ملاحظتها عادة إلا باستخدام الميكروسكوبات.
ووصفت Nature الأشعة السينية الأقوى في إضاءتها على مستوى العالم وتسهم في وضع مخططات معقدة للأعضاء البشرية، على أصعدة مختلفة، بداية من الأعضاء الكاملة وحتى الخلايا المفردة.
وأطلق بيتر لي، من كلية لندن الجامعية، وفريقه البحثي، على هذا الأسلوب الذي استخدموه: التصوير المقطعي الهرمي ذا الأطوار المتباينة (HiP-CT) وتعمل هذه التقنية على تصوير عينات، حصل الباحثون عليها من أشخاص عقب وفاتهم، باستخدام الأشعة السينية المولَّدة داخل المرفق الأوروبي للإشعاع السنكروتروني في جرونوبل بفرنسا، وهي أشعة تتميز بإضاءة تفوق في سطوعها تلك المولَّدة من أجهزة الأشعة السينية التقليدية في المستشفيات، بمقدار 100 مليار مرة.
ويمكن لهذه التقنية أن تميز بين بنى لا تتجاوز أحجامها بضعة ميكرومترات، أي ما يماثل تقريبًا حجم خلية دم حمراء. ويختلف ذلك عن أساليب التصوير التشخيصية الأخرى، التي تتيح إما مستوى أقل من الدقة وإما تستغرق شهورًا لإكمالها، كما تتضمن عمليات تتسبب في تغيّر شكل الأعضاء. لكن تقنية التصوير المقطعي الهرمي ذا الأطوار المتباينة على الناحية الأخرى تُجرى في أقل من يوم، ولا تتطلب سوى إجراء تغييرات محدودة على الأعضاء. وعند استخدامها على رئة (موضحة في الصورة) تعود لشخص توفي جراء إصابته بـ «كوفيد-19»، كشفت هذه التقنية عن أنسجة متحللة وانسدادات في الأوعية الدموية متناهية الصغر، لا يمكن ملاحظتها عادة إلا باستخدام الميكروسكوبات.
بعد ذلك جمع الفريق صورًا لسبعة أعضاء مفردة، بهدف وضع أطلس للأعضاء البشرية، يخطط واضعو الدراسة للتوسع فيه. وربما تسلط هذه التقنية الضوء على التدهور الذي تسببه حالات مرضية مثل السرطان.