أحبت "العلم اللامتناهي" ... الحرم: أعمل مع رحماء يأخذون بيدي لتجاوز الصعاب

أسماء الحرم امرأة بحرينية طموحة تتطلع دائمًا للإبداع والابتكار في مجال عملها، حيث تعتبر ممارستها للعلاج الطبيعي من أهم إنجازاتها فهي ترى أن عملها يحدث تطورًا يومي يوصلها إلى الهدف المرجو في رحلة العلاج مع المرضى في بعض الحالات.

بدأ حب الحرم للعلاج الطبيعي منذ الدراسة الثانوية حيث كانت مهتمة جدًا بعلوم جسم الإنسان وكيف يعمل الجسم البشري بحركات متناغمة، واختارت التخصص العلمي (الكيمياء والأحياء) حتى تتوسع أكثر في هذا المجال وأكتشفت أنها تحب علم جسم الإنسان وأطلقت عليه "العلم اللامتناهي".

 

الداعم الأكبر والأول والمستمر لها لمواصلة العطاء في مسيرتها العملية والعلمية، هما والداها كما تتلقى الدعم من جميع أفراد عائلتها وكذلك أصدقاؤها.

 

تعمل مع الرحماء

تعمل الحرم الآن في دار بنك البحرين الوطني لتأهيل الأطفال المعاقين التابع لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية. وقالت بأن تجربة العمل في القطاع الخاص كانت جميلة جدًا ومثمرة اكسبتها خبرات وتعلمت من خلالها الكثير من الأشياء على الصعيد الشخصي والمهني، ولكن دخولها للقطاع العام جعل وقت عملها ثابتًا لذا استطاعت الموازنة مع دراستها الجامعية وأصبحت قادرة على ممارسة حياتها بشكل طبيعي.

انتسبت الحرم حاليًا لبرنامج الدراسات العليا في جامعة البحرين، عند التحاقها بالبرنامج واجهت صعوبة في التأقلم والموازنة بين عملها ودراستها خصوصًا أنها كانت تعمل في السابق في القطاع الخاص بنظام النوبات.

تعمل الحرم في تأهيل ذوي الإعاقة الذهنية الشديدة والمتوسطة وتصفهم بالفئة المليئة بالرحمة التي ساعدتها في تجاوز جميع هذه العقبات معهم. وقالت اهتم في عملي بذوي الإعاقة الذهنية المتوسطة والشديدة.

وفي الدار التي تعمل فيها يوجد ثلاثة أقسام في الدار وهم قسم الرعاية النهارية، قسم الإيواء، وقسم العلاج الطبيعي. وأوضحت أن قسم الرعاية النهارية يهتم بالتعليم المهني والأكاديمي ويستقبل الحالات من عمر 7 سنوات وحتى 17 سنة. أما قسم الإيواء فهو مختص بإيواء الحالات في الدار بشكل مؤقت أو دائم. وبالنسبة لقسم العلاج الطبيعي يتم استقبال الحالات الخارجية حتى 17 سنة.

وبينت أنهم يستقبلون جميع حالات الإعاقة التي تحتاج لعلاج جسدي مثل حالات الشلل الدماغي، حالات الاستسقاء الدماغي من الأطفال البحرينيين المسجلين في المراكز الاجتماعية.

 

مستقبل مشرق للعلاج الطبيعي

وحول مساهمة المرأة البحرينية في المجال الطبي، قالت: "ولله الحمد نحن في بلد يهتم بالمرأة ويبرزها في جميع القطاعات فالمرأة البحرينية امرأة قوية ولا توجد عقبات تقف في وجهها في شتى المجالات سواء الصحية، التعليمية، قطاعات الهندسة، وحتى الفضاء". وواصلت: "العقبات قد تواجه الشخص كفرد سواء امرأة أو رجل وأنا كامرأة أحصل على فرص أكثر مما أتوقع".

وقالت أن تخصص العلاج الطبيعي تخصص جميل جدًا ومن يدرس هذا المجال يفهم معنى الإنسانية ويفهم معنى تخفيف الألم عن الإنسان الذي يأتي طلبًا للعلاج. وأضافت: " لا توجد صعوبة في مجال العلاج الطبيعي عندما يكون الإنسان متقدمًا لهذا المجال بشغف وحب ويريد إفادة من حوله سيحب التخصص كثيراً". وواصلت: "مع ذلك لابد من مواجهة الصعوبات في الدراسة وهذا شيء طبيعي. ولكن حاليًا في العلاج الطبيعي يوجد نخبة كبيرة من الأخصائيين وهناك احتمال أن سوق العمل غير متطلب للعلاج الطبيعي حاليًا، لكن إذا كان الشخص يرى نفسه في هذا المجال يجب ألا يتردد في الالتحاق به".

ومن العقبات التي لاحظتها أن في بداية دخولها مجال العلاج الطبيعي وجود فئات لازالت غير واعية بدور العلاج الطبيعي وماهيته، لكن بمرور الأيام بدأ المجتمع يتثقف أكثر وازداد الوعي في هذا المجال ومدى أهميته.

وترى الحرم أنه يوجد من زملائها في هذا المجال من يسعى بشكل مستمر لتطوير مهاراته المهنية والعملية بشتى الطرق، وقالت: "هذا يعطينا أمل ونظرة مستقبلية بإذن الله أن مجال العلاج الطبيعي سيتوسع ويتطور بشكل أكبر وخصوصًا مع التقنيات الحديثة التي وصلنا إليها والتي دائمًا ما تكون البحرين في الطليعة لتحقيق هذه التطورات".

وفي الختام سألنا أسماء الحرم أين ترى نفسها بعد 10 سنوات وأجابت بأنها ترى نفسها قد حملت شهادة الماجستير والدكتوراه في العلاج الطبيعي وحققت العديد من الإنجازات العلمية كما طورت نفسها أكثر وأبدعت وابتكرت في مجالها ولديها خطط مستقبلية بفتح عيادتها الخاصة بعد أن تكتسب الخبرة التامة والكافية.

 

 

نور عبد المجيد علي

طالبة إعلام بجامعة البحرين

إشراف الدكتور عدنان بومطيع