ليس هناك دليل لمعرفة مقدار ما بلغه الإنسان في مرحلة ما قبل التاريخ من معرفة للطب إلا هيكله العظمي، فقد وجدت آثار عملية التربنة في جماجم الإنسان ويرجع تاريخها إلى حوالي ثلاثين ألف سنة.
يعتبر الشخص ذو الغزال أقدم شخصية طبية، فهو ساحر القرية أو طبيبها أو وليها أو كاهنها ويتمتع بمواهب خارقة للعادة، وكانوا يفهمون المرض أنه من عمل الشياطين أو غضب الآلهة.
كانت نشأة الطب المصري القديم عبارة عن معلومات دينية وطبية امتزجتا معًا وكونتا الطب البدائي، وما لبث أن تشعب إلى الطب الروحاني والطب الديني والطب الحقيقي، حيث تطور لاحقًا من مرحلة الروح والدين إلى المرحلة الطبية السليمة وظهر في اللغة المصرية القديمة تحت نظرية أوخدو.
بدأ التخصص في الطب في مصر القديمة منذ عهد الأهرامات وكان لافتًا للنظر، حيث أن كل طبيب لا يتعاطى إلا فرعًا واحدًا من فروع الطب، فمنهم متخصصون في العيون وآخرون في الأسنان ومنهم للأمراض الباطنية، ونذكر على سبيل المثال أشهرهم الدكتور هاوي تخصص أسنان.
كان يوجد كادر مهني للأطباء موزع على أربع درجات كالتالي: أولًا الطبيب العام غير المتخصص، ثانيًا كبير الأطباء، ثالثًا مفتش الأطباء، ورابعًا رئيس الأطباء ويطلق عليه الطبيب الكبير.
كانت أجور الأطباء من خزينة القصر ما عدا الأطباء الملحقين بالمعابد أجورهم من المعابد، ويقدم لهم الهدايا ويمنح لهم السكن والغذاء، وكانوا مرتبطين برباط ديني وهو عبادة تحوت راعي مهنتهم لأنه كان مبدعًا وطبيبًا يطلق عليه "طبيب عيني حوريس" ويعتقدون بأنه يمنحهم الشفاء.
كان التعليم والتدريب مهمًا للطبيب حيث يبدأ تعليمه في مدارس الكتبة أولًا، وثم يتدرج في التعليم الخاص في المعاهد الملحقة بالمعابد لتعلم الطب الجسماني والطب الروحاني والطب الجراحي.
د. نبيل تمام
استشاري وجراح أنف و أذن وحنجرة