أحبكَ جداً ... زهراء داوود

إن المُصاب بأي نوع من أنواع الإضطرابات سِواء كانَ التوحُد أو اسبرجر أو مُتلازمة داون، فرط النشاط وقلة الإنتباه، قد يُعاني من عدة سُلوكيات مُختلفة على مراحل مُتعددة.

خلال هذه الفترة قد يفقد بعض الأخصائيين القُدرة على الصبر والتحمل إذا كانَ المُصاب يقوم بسلوكيات عنيفة كالضرب والركل والعض Tantrum behaviour  إلى جانب الدوران حول نفسه / رفرفة اليدين / البُكاء والضحك بشكل هستيري في آنٍ واحد، ففي هذه الحالة علينا نحنُ كأخصائيين أن نسأل أنفسنا ما سبب حُدوث هذهِ السُلوكيات؟ أو ما سبب تزايُد شِدتها لدى المُصاب مع مرور الزمن؟ كيفَ يُمكنني السيطرة على المُصاب أثناء الجلسة العِلاجية؟

والكثير الكثير من الأسئلة التي تتبادر في ذهن الأخصائي عندما يُواجه أي من هذه الاضطرابات.

إذن، ما هي الخطوات التي يجب أن يتبعها كُل أخصائي حتى يتمكن من التغلب على شتى السُلوكيات التي تحدث؟

 

1-     حتى يتقبل الطفل الأخصائي كونهُ شخص جديد في حياته وغير معتاد عليه بدايةً على الأخصائي أن يُخصص وقت طويل جداً في اللعب معه لتقوية العلاقة والتواصل البصري والارتياح النفسي بين الطرفين.

 

2-     إذا كان الطفل المُصاب باضطراب فرط الحركة ونقص التركيز وهو ما زال في سن صغير يصعب علينا التحكُم بجلوسه وإن أُعطي الطفل أي نوع من أنواع المُعززات، يتوجب على الأخصائي التفكير المُستمر في تجديد البيئة والمُعزز أيضاً حتى تتم السيطرة على الطفل ويتمكن الأخصائي من مُعالجته بشكل صحيح أثناء الجلسة.

3-     الاحتضان، يُعطي شعوراً كبيراً بالأمان، المُصابون باضطراب التوحد أو أي نوع من أنواع الاضطرابات يمتلكون مشاعر مُرهفة جداً وأكثر بكثير من الأشخاص الطبيعين، فالعناق يُعزز من الصحة النفسية ويطلق مادة كيميائية في الدماغ تُسمى "الأوكسيتوسين" أي هرمون الحُب، الذي يُقلل من الاكتئاب والقلق ويذيب الخوف ويُحسن المزاج، وبالتالي فهو المفتاح لفتح أبواب التقبل وسرعة الإستجابة.

 

4-     عند وضع الخطة العلاجية يجب أن نضع بعين الإعتبار أنها قابلة للتغيير إذا ما طرأت سُلوكيات جديدة وهنا يقضي الإخصائي وقت طويل جداً في التفكير في الأسباب، والأهداف، واستراتجيات التدخل المُبكر.

5-     محاولة اكتشاف المُعزز الذي ينجذب إليهِ الطفل في وقت مُبكر قدر الإمكان، فمعَ التشجيع تزداد قُدرات الطفل وإمكانياته في أداء المهام المطلوبة.

6-     أساليب العقاب التي يلجأ إليها الأخصائي يجب أن تكون على مرحلتين الأولى: الحرمان، الثانية: العقاب بالوقت المُستقطع، والأهم من كل ذلك على الطفل أن يعرف سبب  قد تكون هناك صعوبات في البداية ولكن يجب الصبر والإصرار حتى يشعر الطفل بجدية ما يحدث.

7- الحُب، وتقبل المريض بكل حالاته، كلمتين يجب أن تُقال يومياً قبل بدء الجلسة: "أنا أحُبك" سواء كان الطفل ناطق أم غير ناطق يستشعرها، تغوص في أعماقه، تتجذر في أنفاسه وتؤثر بشكل كبير في نفسيته، فالحُب من أفضل علاجات التوحد والتعبير عنه بعدة لغات، فنحنُ نبحث عن ما يتناسب مع الطفل ونعبر عن عُمق حبنا إليهِ.

الحُب حاجة أساسية للمصابين بالاضطرابات، ومن أولياته حتى يشعر بقيمته الجميلة تجاه الطرف الآخر، أحبكَ جداً وإن لم تكن تنظر إلي وتستجيب للجلسة، أحبكَ جداً وإن آلمتني بضرباتك القوية سوف أتقبلها بقلب صبور جداً، أحبكَ جداً لأنني أفخر كوني سبب في شفائك يوماً ما.

 

 

زهراء داوود

أخصائي تعديل سلوك