أنتَ قادر!

خلق الله سبحانه وتعالى البشر على مستوياتٍ مُختلفةٍ من الصحة والقدرات، وجعل كلاً منهم يحتاج الآخر، وتم إطلاق مصطلح ذوي الاحتياجات الخاصة على من يفتقدون لإحدى الحواس التي تؤثر في حياتهم، بدلاً من لفظ المعاقين لما له من أثرٍ سلبي عليهم.

يصادف يوم الـ 3 من ديسمبر كل عام اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة وهو يوم عالمي خصِصَ من قبل الأمم المتحدة منذ عام 1992 م لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة. يهدف هذا اليوم إلى زيادة الفهم والوعي لقضايا الإعاقة ومن أجل ضمان حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة. ويدعو إلى زيادة الوعي حول أهمية دمج أشخاص لديهم إعاقات في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية.

ويجدر بالذكر أن بعض الدول قد اتجهت إلى تغيير مصطلح "ذوي الاحتياجات الخاصة" إلى ذوي الهِمم لتمكينهم في المجتمع وإثبات قدرتهم في مواجهة التحديات بهممهم وعزيمتهم.

ومن هذا المنطلق سوف أتكلم عن دور العلاج الطبيعي في تأهيل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة..

يُعتبر العلاج الطبيعي من أهم العناصر في عملية التأهيل ويمكن أن يحقق نتائج في إعادة قدرة الطفل على الاعتماد على الذات والاستقلالية عن الآخرين و يهدف إلى تحسين ودعم التطور الحركي بكل عناصره . حيث يقوم اخصائي العلاج الطبيعي بتقييم مستوى التطور الحركي والتوازن والتآزر العصبي العضلي ومن ثم وضع التدريبات العلاجية التي يحتاجها الطفل في كل مرحلة عمرية.

كما أن أهمية العلاج الطبيعي تتعدى كونه يوفر القدرات والمهارات الحركية للطفل حيث أنه يساعد على تحسين القدرات العقلية والتطور النفسي والاجتماعي مما يتيح للطفل آفاق جديدة في التعلم والتواصل والاندماج مع بيئته ليصبح فرداً معتمداً على ذاته ومنتجاً في مجتمعه.

ويلجأ اخصائيو العلاج الطبيعي إلى أساليب علاجية مبتكرة عند التعامل مع الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وتكوين برنامج علاجي مختلف على حسب حالة وحاجة الطفل، فالدمج بين اللعب، والتعليم، واستخدام الألوان والتمارين العلاجية يعطي نتائج أسرع خاصةً مع تعاون الوالدين أو الراعين للمريض كي يقوموا بتشجيع الطفل والقيام ببعض التمارين العلاجية في المنزل لكي يعتاد الطفل عليها.

و يحتوي برنامج التمارين العلاجية على:

 تمارين الإطالة و التقوية.

  • تمارين المدى الحركي.
  • تحريك المفاصل (Joint mobilization).
  • تدريبات الجلوس، والوقوف والمشي.
  • تدريبات التوازن.
  • تمرينات لزيادة التحفيز العصبي العضلي.

 نهايةً.. أن يُولد لكَ طفلاً مُعافى وسليم هي نعمةٌ لا تضاهى ولا يُمكن تقديرها بثمن وشكرها إنما يكون بالتنشئة السليمة له. وأن ترزق بطفلٍ مُصاب بأيّ مرضٍ كان فهي هبة وُضعت بين يديك لتُظهر جدارتك في التعاطي معها ولتُثبت بأن بمقدوره أن يكون فرداً فاعلاً في مجتمعه.

 

بتول السيد أكبر

اخصائية العلاج الطبيعي