تحدثنا في المقالين السابقين عن علاقة الجهاز الهضمي بالجهاز العصبي، وأبرز ما يخلفه الإجهاد على وظائف الجهاز الهضمي من متغيرات كالإصابة بالأمراض أو الخلل الوظيفي والتي يعاني منها الغالبية من الناس الذين هم تحت وطأة الضغوطات النفسية الحياتية بمختلفها في المريء والمعدة والأمعاء، وفي هذه الحلقة من سلسلة المقالات أستعرض بعض الآثار السلبية الأخرى التي تؤثر على الصحة عامة بسبب كثرة الضغوطات النفسية والإجهاد النفسي، منها:
- تساقط الشعر
يؤثر الوضع النفسي السيء إلى تساقط الشعر بفعل هرمونات التوتر (الكورتيزول – Cortisol ) حيث يؤثّر هذا الهرمون على بصيلات الشعر و يجعلها في حالة سبات ما يؤدي إلى تساقطه عند الغسل أو تمشيط الشعر.
- الأرق
يحفّز التوتر والقلق على إنتاج هرمونات تنشيط الجسم وتكوّن لدى الشخص حالة تسمى "فرط اليقظة" مما يعطّل التوازن ما بين النوم واليقظة.
- التعب المزمن والخمول
يعد الشعور بالإجهاد والتعب المزمن إحدى نتائج خيبات الأمل التي قد يشعر بها الشخص نتيجة عدة عوامل بيئية كالوظيفة والأسرة وغيرها مما يؤدّي بهم إلى كثرة التوتر والأرق والتي تظهر لهم مع الوقت على هيئة آلالام مزمنة في الجسم.
وأظهرت دراسة عن وجود ارتباط كبير بين القلق والاكتئاب وتعب الأعصاب في المرضى الذين يعانون من آلالام القدم والكاحل المزمنة، وفي دراسة ثانية أن الاكتئاب قد يرافق مع زيادة شدة آلالام الركبة.
وعلى نحو آخر، وفي ظل تداعيات جائحة كوفيد -19 أجريت دراسة في اليابان في العام 2020م عن أثر جائحة كوفيد- 19 على الأعراض المعوية والنفسية لعسر الهضم الوظيفي (FD) وكذلك متلازمة القولون العصبي (IBS)، كشفت نتائج الدراسة عن تدهور صحة الجهاز الهضمي من الآثار النفسية التي خلفتها جائحة كورونا لخوفهم وعدم تقبلهم للمشكلة.
وفي مسح عام لعينة من سكان المملكة العربية السعودية لتقييم درجة التأثير النفسي أثناء جائحة كورونا في العام 2020، أظهرت النتائج أن ما يقارب من ربع السكان اللذين تم أخذ عيناتهم يعانون من تأثير نفسي متوسط إلى شديد.
ولازلنا نفتقر إلى المزيد من الدراسات حول الأثر النفسي للهلع من جائحة كورونا والصحة والجسدية عامة والجهاز الهضمي خاصة.
- صرير الأسنان
وجدت الأبحاث أن هنالك صلة ما بين التوتر والضغوطات النفسية وكثرة التفكير واضطرابات النوم وما بين صرير الأسنان، والذي يعتبر من الأمراض المصاحبة للصداع، وآلام الأذن وتصلب عضلات الفك والرقبة والكتفين، وقد تتأثر الأسنان سلباً كظهور شقوق أو فقدان فيها.
- العرق الزائد
التعرّق آلية طبيعية تحدث في الغدد العرقية وبمعدلات معقولة، لكن في حال يكون الجسم في وضع التوتر والإجهاد والضيق يزداد فيها معدل البكتيريا التي تتغذى على الدهون في مناطق الغدد العرقية مما تدفعها إلى سطح الجلد مسببة الرائحة الكريهة والغير مقبولة.
ريده الحبيب
أخصائية تغذية علاجية ورياضية
المملكة العربية السعودية