الطب القديم .. ٢ من ٤ .. مصر ... د.نبيل تمام

ظلت شخصية أمحوتب تهيمن على مهنة الطب طوال العهد المصري القديم ولغاية العهد الإغريقي، وتعني "الآتي بالسلام" وكان أمحوتب الذي عاش القرن 30 قبل الميلاد هو أول طبيب وأشهر المهندسين في مصر القديمة وقام بتأليف مخطوطات عن أعراض الأمراض وطرق العلاج والعلاج بالعقاقير، وقد رفع إلى درجة معبود بعد وفاته وأصبح إله الطب أو الشفاء.

اتبع الأطباء المصريون القدماء منهاجًا للتشخيص كما يلي: أولًا الحوار وهو نظام الاستشارة الطبية بتوجيه أسئلة إلى المريض عن تاريخ مرضه ونومه وأعراضه، ثانيًا المناظرة وهو عبارة عن محاورة وحوار مع المريض وإجراء التشبيه والمقارنة، ثالثًا الجس وهو الكشف باللمس بالأصابع واليد، رابعًا القرع على سطح الجسم لمعرفة صدى الرنين، خامسًا السمع وهو الاستماع لصوت الأمعاء على البطن، سادسًا الشم لتشخيص بعض الأمراض من الرائحة، وسابعًا الخبرات وتتمثل في خبرة النظر إلى الصدر والكتفين والعين والفم والوجه والمشي.

لعبت الكتب الطبية القديمة التي تمت كتابتها في تلك العصور القديمة دورًا هامًا وحيويًا في معرفة التاريخ ويطلق عليها "القراطيس الطبية الفرعونية" ويبلغ عددها ثمانية ولخصها الأستاذ هنري سيوست في كتابه تاريخ الطب في موسوعة جامعة أكسفورد العام 1951م.

كتب المؤرخ هيرودوت: أن المصريين عرفوا الطب معرفة جيدة وتخصصوا في أفرعه وقال أنهم اتبعوا في علاجهم طرائق وقوانين عاقبوا بها كل من خالفها، وقال أيضًا أن الأطباء تقاضوا أجورهم من مالية الدولة، وأخبرنا المصريون القدماء عن أمراض دخلت مصر من الخارج، وإذا تعذر عليهم العلاج الطبي ركنوا إلى العلاج النفسي، وقسموا أمراضهم حسب الأعراض، وسردوا أعراض كل مرض سردًا سليمًا، وأوضحوا الإنذار معززًا بالأسباب وشرحوا طرائق العلاج، لذا فهم أرسوا الأساس السليم لمهنة الطب.

 

المصدر: كتاب الطب المصري القديم للدكتور حسن كمال الصادر عام 1998م عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.

 

 

نبيل تمام

استشاري وجراح أنف وأذن وحنجرة